الأحد، 13 مارس 2016

ما ورد من غناء الحور العين في الجنة وذكر سوق الجنة

ما ورد من غناء الحور العين في الجنة





روى الترمذي وغيره من حديث عبد الرحمن بن إسحاق ، عن النعمان بن سعد ، عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن في الجنة لمجتمعا للحور العين يرفعن أصواتا لم يسمع الخلائق بمثلها يقلن : نحن الخالدات فلا نبيد ، ونحن الناعمات فلا نبأس ، ونحن الراضيات فلا نسخط ، طوبى لمن كان لنا وكنا له " . 

قال الترمذي : وفي الباب عن أبي هريرة ، وأبي سعيد ، وأنس ، وحديث علي غريب . 

وروى ابن أبي ذئب ، عن عون بن الخطاب بن عبد الله بن رافع ، عن ابن لأنس بن مالك ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الحور يغنين في الجنة : نحن الجوار الحسان ، خلقنا لأزواج كرام " . 

وقال الطبراني : حدثنا أبو رفاعة عمارة بن وثيمة بن موسى بن الفرات المصري ، حدثنا سعيد بن أبي مريم ، حدثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير ، عن زيد بن أسلم ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أزواج أهل الجنة ليغنين أزواجهن بأحسن أصوات سمعها أحد قط ، إن مما يغنين به : نحن الخيرات الحسان ، أزواج قوم كرام ، ينظرن بقرة أعيان ، وإن مما يغنين به : نحن الخالدات فلا نمتنه ، نحن الآمنات فلا نخفنه ، نحن المقيمات فلا نظعنه . 

وقال الليث بن سعد ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن الوليد بن عبدة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل : " قف بي على الحور العين " . فأوقفه عليهن ، فقال : " من أنتن " ؟ قلن : نحن جواري قوم حلوا فلم يظعنوا ، وشبوا فلم يهرموا ، ونقوا فلم يدرنوا . 

وقال القرطبي بعدما أورد الحديث المتقدم في غناء الحور العين : وقالت عائشة : إن الحور العين إذا قلن هذه المقالة أجابهن المؤمنات من نساء أهل الدنيا : نحن المصليات وما صليتن ، ونحن الصائمات وما صمتن ، ونحن المتوضئات وما توضأتن ، ونحن المتصدقات وما تصدقتن . قالتعائشة : فغلبنهن . والله أعلم . هكذا ذكره في " التذكرة " ، ولم يعزه إلى كتاب . والله أعلم . 

وروى ابن أبي الدنيا عن الزهري : إن في الجنة لشجرا  حمله اللؤلؤ والزبرجد ، تحته جوار ناهدات يتغنين بالقرآن ، يقلن : نحن الناعمات فلا نبؤس ، ونحن الخالدات فلا نموت ، ونحن المقيمات فلا نظعن . فإذا سمع ذلك الشجر صفق بعضه بعضا فأجبن الجواري . فلا يدرى أأصوات الجواري أحسن أم أصوات تصفيق الشجر ؟ ! وفي حديث خالد بن يزيد : في صدر إحداهن مكتوب : أنت حبي وأنا حبك ، انتهت نفسي عندك ، فلا ترى عيناي مثلك . وعن يحيى بن أبي كثير قال : إن الحور العين يتلقين أزواجهن عند أبواب الجنة فيقلن : طال ما انتظرناكم ، فنحن الراضيات فلا نسخط ، والمقيمات فلا نظعن ، والخالدات فلا نموت . بأحسن أصوات 
----------
ذكر سوق الجنة 


قال الحافظ أبو بكر بن أبي عاصم : حدثنا هشام بن عمار ، حدثنا عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين ، عن الأوزاعي ، عن حسان بن عطية ،عن سعيد بن المسيب ، أنه لقي أبا هريرة ، فقال أبو هريرة : أسأل الله أن يجمع بيني وبينك في سوق الجنة ، فقال سعيد : أوفيها سوق ؟ قال : نعم ، أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أهل الجنة إذا دخلوها نزلوها بفضل أعمالهم ، فيؤذن لهم في مقدار يوم الجمعة من أيام الدنيا ، فيزورون الله في روضة من رياض الجنة ، فتوضع لهم منابر من نور ، ومنابر من لؤلؤ ، ومنابر من زبرجد ، ومنابر من ياقوت ، ومنابر من ذهب ، ومنابر من فضة ، ويجلس أدناهم - وما فيهم دني - على كثبان المسك والكافور ، ما يرون أن أصحاب الكراسي أفضل منهم مجلسا " . 

قال أبو هريرة : فقلت : يا رسول الله ، هل نرى ربنا ؟ قال : " نعم ، هل تمارون في رؤية الشمس والقمر ليلة البدر ؟ " قلنا : لا . قال : " فكذلك لا تمارون في رؤية ربكم تبارك وتعالى ، فإنه لا يبقى في ذلك المجلس أحد إلا حاضره ربه محاضرة حتى يقول : يا فلان ابن فلان ، أتذكر يوم فعلت كذا وكذا ؟ فيذكره بعض غدراته في الدنيا ، فيقول : بلى ، أفلم تغفر لي ؟ فيقول : بلى ، فبمغفرتي بلغت منزلتك هذه . قال : فبينما هم على ذلك غشيتهم سحابة من فوقهم ، فأمطرت عليهم طيبا لم يجدوا شيئا مثل ريحه قط " . قال : " ثم يقول ربنا ، عز وجل : قوموا إلى ما أعددت لكم من الكرامة ، فخذوا ما اشتهيتم . قال : فيجدون سوقا قد حفت بها الملائكة ، فيه ما لم تنظر العيون إلى مثله ، ولم تسمع الآذان ، ولم يخطر على القلوب " . قال : فيحمل لنا ما اشتهينا ليس يباع ولا يشترى ، وفي ذلك السوق يلقى أهل الجنة بعضهم بعضا . قال : فيقبل ذو البزة المرتفعة ، فيلقى من هو دونه - وما فيهم دني - فيروعه ما يرى عليه من اللباس والهيئة ، فما ينقضي آخر حديثه حتى يتمثل عليه أحسن منه ، وذلك أنه لا ينبغي لأحد أن يحزن فيها . قال : ثم ننصرف إلى منازلنا ، فتلقانا أزواجنا ، فيقلن : مرحبا وأهلا بحبنا ، لقد جئت وإن بك من الجمال والطيب أفضل مما فارقتنا عليه . فنقول : إنا قد جالسنا ربنا الجبار ، عز وجل ، ويحقنا أن ننقلب بمثل ما انقلبنا " . 

وهكذا رواه ابن ماجه ، عن هشام بن عمار . ورواه الترمذي ، عن محمد بن إسماعيل ، عن هشام بن عمار ، ثم قال : غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه . 

وقد رواه أبو بكر بن أبي الدنيا ، عن الحكم بن موسى ، عن هقل بن زياد ، عن الأوزاعي ، قال : نبئت أن سعيد بن المسيب لقي أبا هريرة ، فذكره . 

وقال مسلم : حدثنا أبو عثمان سعيد بن عبد الجبار البصري ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس بن مالك ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن في الجنة لسوقا يأتونها كل جمعة ، فتهب عليهم ريح الشمال ، فتحثو في وجوههم وثيابهم المسك ، فيزدادون حسنا وجمالا ، فيرجعون إلى أهلهم وقد ازدادوا حسنا وجمالا ، فيقول لهم أهلوهم : والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا . فيقولون : وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا " . 

وهكذا رواه أحمد ، عن عفان ، عن حماد ، وعنده : " إن في الجنة لسوقا فيها كثبان المسك ، فإذا خرجوا إليها هبت الريح " . وذكر تمامه . 

وروى أبو بكر بن أبي سبرة ، عن عمر بن عطاء بن وراز ، عن سالم أبي الغيث ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أرض الجنة بيضاء ، عرصتها صخور الكافور ، وقد أحاط به المسك مثل كثبان الرمل ، فيها أنهار مطردة ، فيجتمع فيها أهل الجنة فيتعارفون ، فيبعث الله تعالى ريح الرحمة ، فتهيج عليهم ريح المسك ، فيرجع الرجل إلى زوجته ، وقد ازداد حسنا وطيبا ، فتقول : لقد خرجت من عندي وأنا بك معجبة ، وأنا الآن بك أشد إعجابا " . 

  فأما الحديث الذي رواه الحافظ أبو عيسى الترمذي قائلا : حدثنا أحمد بن منيع وهناد ، قالا : حدثنا أبو معاوية ، حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق ، عن النعمان بن سعد ، عن علي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن في الجنة لسوقا ما فيها شراء ولا بيع إلا الصور من الرجال والنساء ، فإذا اشتهى الرجل صورة دخل فيها " . فإنه حديث غريب ، كما ذكره الترمذي ، ويحمل معناه على أن الرجال إنما يشتهون الدخول في مثل صور الرجال ، وكذلك النساء ، ويكون مفسرا بالحديث المتقدم ، وهو الشكل ، والهيئة ، والبشرة ، واللباس ، كما ذكرنا في حديثأبي هريرة في سوق الجنة : " فيقبل ذو البزة المرتفعة ، فيلقى من دونه ، فيروعه ما عليه من اللباس والهيئة ، فما ينقضي آخر حديثه حتى يتمثل عليه أحسن منه ، وذلك أنه لا ينبغي لأحد أن يحزن فيها " . 

هذا إن كان قد حفظ لفظ الحديث ، والظاهر أنه لم يحفظ ، فإنه قد تفرد به عبد الرحمن بن إسحاق بن الحارث ، وهو أبو شيبة الواسطي ، ويقال : الكوفي . روى عن أبيه وخاله النعمان بن سعد ، والشعبي وغيرهم ، وعنه جماعة منهم حفص بن غياث ، وعبد الله بن إدريس ، وهشيم . 

قال الإمام أحمد : ليس بشيء ، منكر الحديث . وكذبه في روايته عن النعمان بن سعد ، عن المغيرة بن شعبة في أحاديث رفعها . 

  وكذلك ضعفه يحيى بن معين ، ومحمد بن سعد ، ويعقوب بن سفيان ، والبخاري ، وأبو داود ، وأبو حاتم ، وأبو زرعة ، والنسائي ،وابن خزيمة ، وابن عدي وغيرهم ، وقد استقصيت كلامهم فيه مفصلا في " التكميل " . ولله الحمد والمنة . 

ومثل هذا الرجل لا يقبل منه ما تفرد به ، ولا سيما هذا الحديث ، فإنه منكر جدا ، وأحسن أحواله أن يكون سمع شيئا ، ولم يفهمه جيدا ، فعبر عنه بعبارة ناقصة ، ويكون أصل الحديث كما ذكرنا في رواية ابن أبي العشرين الدمشقي ، عن الأوزاعي ، عن حسان بن عطية ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة ، في سوق الجنة . والله أعلم . 

وقد روي من وجه آخر غريب ، فقال محمد بن عبد الله الحضرمي الحافظ ، المعروف بمطين : حدثنا أحمد بن محمد بن طريف البجلي ، حدثنا أبي ، حدثنا محمد بن كثير ، حدثني جابر الجعفي ، عن أبي جعفر ، عن علي بن الحسين ، عن جابر بن عبد الله قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن مجتمعون ، فقال : " يا معشر المسلمين ، إن في الجنة لسوقا ما يباع فيها ولا يشترى إلا الصور ، فمن أحب صورة من رجل أو امرأة دخل فيها " . 

جابر بن يزيد الجعفي ضعيف الحديث . والله أعلم



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق