الجنة والنار عياذا بالله الواحد

حمل المصحف
9 مصاحف روابط 9 مصاحف
/ /////

الأحد، 13 مارس 2016

صفة الجنة وأهلها


صفة الجنة وأهلها-الشيخ أحمد الزومان




هذه مجموعة مقالات وخطب وكتابات في وصف الجنة ومن يدخلها من المؤمنين نسأل الله أن يجعلنا منهم آمين


قمت بجمعها من عدة مواقع وكتب متعددة :
فمن موقع الألوكة :


إنَّ الحمدَ لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَن يهده الله، فلا مُضلَّ له، ومَن يضلل الله، فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70- 71].

أمَّا بعد:
أعَدَّ اللهُ الجنَّة لعباده الصالحين، فالفوز بها يحدو أولياءَ الله على التَّشمير عن ساعد الجد، واستسهال الصِّعاب، والدَّوام على المشاقِّ، فتَتْعَب الأبدانُ في الدُّنيا؛ لترتاح في الآخرة، وتخالف النفسُ شهواتِها، وتُكْرَه على الطَّاعات؛ لتفوزَ بمحبوبها في الآخرة، فالجزاءُ من جنس العمل، ولا يظلمُ ربُّك أحدًا، فأذكر في هذا المقام بعضَ ما جاء في الجنَّة ونعيمها، جعلنا الله والوالدين والمسلمين ممن يدخلها ابتداء.

فقُدُومُ أهلِ الجنة إلى ربِّهم كما ذكر ربُّنا - عزَّ وجلَّ - بقوله: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} [الزمر: 73]، فالجنَّة دار الله، ودار كرامته، ومحلُّ خواصه وأوليائه، فإذا انتهوا إليها، صادفوا أبوابَها مُغلقة، فيرغبون إلى صاحبها ومالكها أن يفتحها لهم، ويستشفعون إليه بأولي العزم من رُسُله، وكُلُّهم يتأخر عن ذلك، حتَّى تقع الدلالة على خاتَمهم وسيدهم وأفضلهم، فيقول: ((أنا لها))، فيأتي إلى تحت العرش، ويَخِرُّ ساجدًا لربِّه، فيدعوه ما شاء الله أن يدعوه، ثُمَّ يأذن له في رفع رأسِه، وأن يسأله حاجته، فيُشفِّعه سبحانه في فتح أبوابها؛ تعظيمًا لأمرها، وإظهارًا لمنزلة رسوله وكرامته عليه، فهذه الدَّار هي دار ملك الملوك ورب العالمين، فإذا دخلوا الجنة، لم تغلق أبوابها عليهم؛ بل تبقى مفتحة.

كما قال تعالى: {جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ} [ص: 50]؛ إشارةً إلى تصرُّفهم وذَهابِهم وإيابهم، وتبوُّئهم في الجنَّة حيثُ شاؤوا، ودخول الملائكة عليهم كلَّ وقت بالتُّحَفِ من ربِّهم، ودخول ما يسرُّهم عليهم كُلَّ وقت، وأيضًا هي دارُ أمن لا يحتاجون فيها إلى غلق الأبواب، كما كانوا يحتاجون إلى ذلك في الدنيا.

أمَّا أبواب الجنَّة الثمانية التي يدخل المؤمنون منها، فعلى حسب أعمالهم؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((من أنفق زوجين في سبيل الله، نودي من أبواب الجنَّة: يا عبدَالله، هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة، دُعِيَ من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد، دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام، دعي من باب الرَّيَّان، ومن كان من أهل الصَّدقة، دعي من باب الصدقة))؛ فقال أبو بكر - رضي الله عنه -: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما على مَن دُعِيَ من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يُدعى أحدٌ من تلك الأبواب كُلِّها، قال: ((نعم، وأرجو أن تكون منهم))؛ رواه البخاري (1897)، ومسلم (1027).

فأين الهمة التي كهمة الصِّدِّيق التي سمت إلى تكميل مراتب الإيمان، وطمعت نفسه أن يُدعَى من تلك الأبواب كلها، فسأل رسول الله: هل يحصل ذلك لأحد من الناس؛ ليسعى في العمل الذي ينال به ذلك؟ فبشره النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بأنَّه من أهله، فلله ما أعلى هذه الهمة، وأكبر هذه النَّفس!

أمَّا صفةُ دخولِ أهل الجنة الجنَّةَ، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ أوَّل زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثُمَّ الذين يلونهم على أشدِّ كوكب دُرِّي في السَّماء إضاءةً، لا يبولون، ولا يتغوَّطون، ولا يتفلون، ولا يمتخطون، أمشاطُهم الذَّهب، ورشحهم المسك، ومَجَامِرُهم الأَلُوَّة - أي: عود الطيب - وأزواجهم الحور العين، أخلاقُهم على خُلُق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم، ستون ذراعًا في السَّماء))؛ رواه البخاري (3327)، ومسلم (2834).

ومن صفاتهم أيضًا: قولُ النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يدخل أهلُ الجنَّة الجنة جردًا مردًا، بيضًا جعادًا، مكحلين، أبناء ثلاث وثلاثين، على خلق آدم ستون ذراعًا))؛ حديث حسن جاء من حديث أبي هريرة ومعاذ بن جبل، وجردًا مردًا؛ أي: ليس فيهم شعر في أجسادهم ولا في لحاهم.

وأهل الجنَّة في نعيم مقيم وملك كبير؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((قال الله: أعْدَدْت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلبِ بَشَر، فاقرؤوا إن شئتم: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة: 17]))؛ رواه البخاري (3244)، ومسلم (2824).

ففي الجنَّة فوق ما يخطر بالبال أو يدور في الخيال، ومن ذلك: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * ذَوَاتَا أَفْنَانٍ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ} [الرحمن: 46-58].

وهذه الأطعمة التي يتفكَّهون بها لا يتأذون بإخراجها كحالهم في الدُّنيا؛ فعن زيد بن أرقم قال: أتى النَّبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - رجلٌ من اليهود، فقال: يا أبا القاسم، ألست تزعم أن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون؟ فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((بلى، والذي نفسي بيده، إنَّ أحدَهم ليُعطى قُوَّة مائة رجلٍ في المطعم والمشرب والشَّهوة والجماع))؛ قال: فقال له اليهودي: فإن الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة، قال: فقال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((حاجة أحدهم عرقٌ يفيضُ من جلودهم، مثل ريح المسك، فإذا البطن قد ضَمُرَ))؛ رواه أحمد (18783) بإسناد صحيح.


الخطبة الثانية
الحمدُ لله الذي لا يتعاظمه شيْءٌ أعطاه، يُجازي بالكثير على القليل، والصَّلاة والسَّلام على نبينا مُحمد الذي بيَّن لنا البين المبين.

وبعد، إخواني:
أقلُّ أهلِ الجنَّة أعظمُ من ملوك الدنيا كلهم، فما بالكم بأعظمهم منزلة؟!
فعن ابن مسعود: أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: "((آخر مَن يدخلُ الجنَّة رجل، فهو يمشي مرَّة ويكبو مرَّة وتسفعه النَّار مرَّة، فإذا ما جاوزها، التفت إليها، فقال: تبارك الذي نجَّاني منك، لقد أعطاني الله شيئًا ما أعطاه أحدًا من الأوَّلين والآخرين، فترفع له شجرة، فيقول: أيْ رب، أدْنِنِي من هذه الشجرة، فلأستظل بظلِّها، وأشرب من مائها، فيقول الله - عزَّ وجلَّ - يا ابن آدم، لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها، فيقول: لا يا رب، ويعاهده ألاَّ يسأله غيرها، وربُّه يعذره.

لأنَّه يرى ما لا صبرَ له عليه، فيُدنيه منها، فيستظلُّ بظلِّها، ويشرب من مائها، ثم ترفعُ له شجرة هي أحسن من الأولى، فيقول: أيْ رب، أدنني من هذه؛ لأشربَ من مائها، وأستظل بظلها، لا أسألك غيرها، فيقول: يا ابن آدم، ألم تعاهدني ألاَّ تسألني غيرها، فيقول: لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها، فيعاهده ألاَّ يسألَه غيرها، وربُّه يعذره؛ لأنَّه يرى ما لا صبرَ له عليه، فيدنيه منها، فيستظل بظلها، ويشرب من مائها، ثم ترفع له شجرة عند باب الجنَّة هي أحسن من الأُولَيَيْن، فيقول: أيْ ربِّ، أدنني من هذه، لأستظل بظلها، وأشرب من مائها، لا أسألك غيرها، فيقول: يا ابنَ آدم، ألم تعاهدني ألاَّ تسألني غيرها، قال: بلى يا ربِّ، هذه لا أسألك غيرها، وربه يعذره.

لأنَّه يرى ما لا صَبْرَ له عليه، فيدنيه منها، فإذا أدناه منها، فيسمع أصواتَ أهلِ الجنة، فيقول: أيْ ربِّ، أدخلنيها، فيقول: يا ابن آدم، ما يصْرِينِي منك، أيُرضيك أن أعطيَك الدُّنيا ومثلها معها؟ قال: يا ربِّ، أتستهزئ منِّي وأنت ربُّ العالمين؟!))، فضَحِكَ ابنُ مسعود، فقال: ألاَ تسألوني: مِمَّ أضحك؟ فقالوا: مِمَّ تضحك؟ قال: هكذا ضَحِكَ رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقالوا: مِمَّ تضحك يا رسول الله؟ قال: ((مِن ضَحِكِ ربِّ العالمين حين قال: أتستهزئ مِنِّي وأنت ربُّ العالمين؟! فيقول: إنِّي لا أستهزئ منك، ولكني على ما أشاء قادر))؛ رواه مسلم (187).

عبادَ الله:
إذا أردنا أن نعرفَ الطَّريقَ الموصِّلَة إلى الجنَّة، فمن ذلك قولُه - تعالى -: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِين} [آل عمران: 133-136].

فأخبر أنه أعد الجنَّة للمتقين دون غيرهم، ثُمَّ ذكر أوصافَ المتَّقين، فذكر بذلهم للإحسان في حالة العُسر واليُسر والشِّدَّة والرَّخاء، فإن من الناس من يبذل في حال اليُسر والرخاء، ولا يبذل في حال العسر والشدة، ثم ذكر كَفَّ أذاهم عن الناس بحبس الغيظ بالكظم، وحبس الانتقام بالعفو، ثم ذكر حالهم بينهم وبين ربهم في ذنوبهم، وأنَّها إذا صارت منهم، قابلوها بذكر الله والتَّوبة والاستغفار وترك الإصرار، فهذا حالهم مع الله، وذاك حالهم مع خلقه.

ومن الطريق الموصلة إلى الجنَّة: الصلاة، لا سيَّما الصَّلاة التي يسبقها نوم؛ فعن أبي موسى: أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلم - قال: ((من صلَّى البردين دخل الجنَّة))؛ رواه البخاري (574)، ومسلم (635)، والبردان: الفجر والعصر.

إخواني:
يظهر الغبن الفاحش يومَ القيامة، ويتبيَّن سفه المفرِّط يوم الحَسْرة والنَّدامة، إذا حُشِرَ المتَّقون إلى الرحمن وَفْدًا، وسيق المجرمون إلى جهنم وِرْدًا، فلو توهم المتخلف عن هذه الرفقة ما أعدَّ اللهُ لهم من الإكرام، وادَّخر لهم من الفضل والإنعام، وما أخْفَى لهم من قُرَّة أعين، لم يقعْ على مثلها بَصَر، ولا سمعته أُذُن، ولا خطر على قلبِ بَشَر - لعَلِمَ أيَّ بضاعة أضاع، وأنَّه لا خيرَ له في حياته وهو معدودٌ من سقط المتاع، وعلم أنَّ القومَ قد توسَّطوا ملكًا كبيرًا لا تعتريه الآفات ولا يلحقه الزَّوال، وفازوا بالنعيم المقيم في جوار الكبير المتعال، فهم في روضات الجنَّة يتقلبون، وعلى أَسِرَّتِها يجلسون، وعلى الفُرُشِ التي بطائنها من إستبرق يتكئون، وبالحور العين يتنعَّمون، وبأنواع الثِّمار يتفكَّهون؛ {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ * بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ * لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ * وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ * وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ *جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الواقعة: 17-24]، فيها ما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين، وأنتم فيها خالدون.

لقد نودي على الجنَّة في الدنيا في سوق الكساد، فما قَلَّبَ ولا استامَ إلاَّ أفرادٌ من العباد، فالبدارَ البدارَ قبل حلول الأجل، وإيَّاك والتسويفَ، فقد يحال بينك وبين أمَلك، لا سيَّما ما افترضه الله عليك من فعل الواجبات وترك المحرمات، فما تقرَّب إلى الله مُتقرِّب بأحبَّ مما افترضه عليه فعلاً أو تركًا.
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/0/5616/#ixzz42q7af5aw
-------------------------






ذكر شيء من نعيم الجنة


الحمد لله الذي جعل جنات الفردوس لعباده المؤمنين نزلاً ونوع لهم الأعمال الصالحة ليتخذوا منها إلى تلك الجنات سبلاً وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وأشهد أن محمداًً عبده ورسوله الذي شمر للحاق بالرفيق الأعلى والوصول إلى جنات المأوى ولم يتخذ سواها شغلاً صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان ما تتابع القطر والندى وسلم تسليماً.

أما بعد أيها الناس: اتقوا الله تعالى: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾ [آل عمران:133-136].


سارعوا إلى دار فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر مفتاحها قول لا إله إلا الله وأسنانه شرائع الإسلام فمن جاء بمفتاح له أسنان فتح له ومن جاء بمفتاح بلا أسنان أوشك أن لا يدخل أبوابها ثمانية فمن أنفق زوجين في سبيل الله دعي من أبواب الجنة يا عبد الله هذا خير فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان وقد يدعى الإنسان من جميع الأبواب ما بين مصراعين من مصاريعها كما بين مكة وهجر بناؤها لبنة من ذهب ولبنة من فضة ملاطها المسك وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وترابها الزعفران فيها غرف يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها للمؤمن فيها خيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها ستون ميلاً في الجنة شجرة يسير الراكب الجواد المضمر في ظلها مئة عام لا يقطعها قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى ﴿ وَظِلٍّ مَمْدُودٍ ﴾ [الواقعة: 30].


قال الظل الممدود شجرة في الجنة على ساق ظلها قدر ما يسير الراكب في نواحيها مئة عام يخرج إليها أهل الجنة أهل الغرف وغيرهم فيتحدثون في ظلها غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر جنتان فيهما من كل فاكهة زوجان وجنتان فيهما فاكهة ونخل ورمان وليست تلك الفواكه والنخل والرومان كهيئتها في الدنيا وإنما الاسم هو الاسم والمسمى غير المسمى قد ذللت قطوفها تذليلا إن قام تناولها بسهولة وإن قعد تناولها بسهولة وإن اضطجع تناولها بسهولة كلما قطع منها شيئاً خلفه آخر كلما رزقوا منها من ثمرة رزقاً قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأوتوا به متشابها في اللون والهيئة مختلفاً في الطعم ولهم رزقهم فيها بكرة وعشياً يدعون فيها بكل فاكهة آمنين من الموت آمنين من الهرم آمنين من المرض آمنين من كل خوف ومن كل نقص في نعيمهم أو زوال خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ فيها أنهار من ماء غير آسن أي لم يتغير ولا يتغير أبداً وأنهار من لبن لم يتغير طعمه بحموضة ولا فساد وأنهار من خمر لذة للشاربين لا يصدع الرؤوس ولا يزيل العقول وأنهار من عسل مصفى تجري هذه الأنهار من غير حفر سواق ولا إقامة أخدود يصرفونها كما يشاؤون يطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم في جمالهم وانتشارهم في خدمة أسيادهم لؤلؤاً منثوراً يطوفون عليهم بكأس من معين بيضاء لذة للشاربين بآنية من فضة وأكواب كانت قوارير قوارير من فضة قدروها تقديراً يعطى الواحد منهم قوة مئة في الطعام والشراب ليأكلوا من جميع ما طاب لهم ويشربوا من كل ما لذ لهم ويطول نعيمهم بذلك ثم يخرج طعامهم وشرابهم جشاء ورشحا من جلودهم كريح المسك فلا بول ولا غائط ولا مخاط لهم فيها أزواج مطهرة من الحيض والنفاس والبول وكل أذى وقذر هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون سلام قولاً من رب رحيم أنشأهن الله إنشاء فجعلهن أبكاراً كلما جامعها زوجها عادت بكراً وجعلهن عرباً أترابا والعروب هي المرأة المتوددة إلى زوجها؛ أترابا على سن واحد فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وهم فيها خالدون لا يبغون عنها حولا ولا هم عنها مخرجون ينادي مناد إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبداً وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبداً وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبداً وفوق ذلك كله أن الله أحل عليهم رضوانه فلا يسخط عليهم أبداً وفوق ذلك كله ما يحصل لهم من النعيم برؤية ربهم البر الرحيم الذي من عليهم حتى أوصلهم بفضله إلى دار السلام والنعيم فإنهم يرونه عيانا بأبصارهم كما قال تعالى: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ [القيامة: 22، 23].


وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - (إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر) فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا فإن سألتم عن أهل هذه الجنات وساكني تلك الغرفات فهم الذين وصفهم الله في محكم الآيات بقوله: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلاَ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [المؤمنون:1-11].

اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل اللهم تب علينا واغفر لنا وارحمنا إنك أنت التواب الغفور الرحيم.
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/0/593/#ixzz42q7qA45S
---------------------------




الجنة


أولاً: من القرآن الكريم:
﴿ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة:82].


﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185].


﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ﴾ [النساء: 124].


﴿ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [الأعراف: 42].


﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف: 43].


﴿ أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ ﴾ [الأعراف: 49].


﴿ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 111].


﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [يونس: 26].


﴿ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [هود: 23].


﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ﴾ [هود: 108].


﴿ مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا ﴾[الرعد: 35].


﴿ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 32].


﴿ مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا ﴾ [مريم: 60].


﴿ تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا ﴾ [مريم: 63].


﴿ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا ﴾ [الفرقان: 24].


﴿ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [الشعراء: 90].


﴿ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾ [العنكبوت: 58].


﴿ إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ * هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ * لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ ﴾ [يس: 55 - 57].


﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ * وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾ [الزمر: 73 - 74].


﴿ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [غافر: 40].


﴿ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ * يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ﴾ [الزخرف: 70 -73].




﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأحقاف: 13 - 14].


﴿ مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آَسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ ﴾ [محمد: 15].


﴿ لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ [الحشر: 20].


﴿ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ [النازعات: 40 - 41].


﴿ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 25].


﴿ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ ﴾ [آل عمران: 15].


﴿ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ﴾ [آل عمران: 195].


﴿ لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ ﴾ [آل عمران: 198].


﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [النساء: 13].


﴿ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا ﴾ [النساء: 57].




﴿ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا ﴾ [النساء: 122].


﴿ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآَتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآَمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ﴾ [المائدة: 12].


﴿ فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [المائدة: 85].


﴿ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ﴾ [الزمر: 20]
﴿ قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [المائدة: 119].


﴿ وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآَتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأنعام: 141].


﴿ لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 88 - 89].


﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 100].


﴿ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴾ [يونس: 9].


﴿ وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ ﴾ [الرعد: 22 - 23].


﴿ وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ﴾ [إبراهيم: 23].


﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ ﴾ [النحل: 31].


﴿ أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا ﴾ [الكهف: 31].


﴿ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا * خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا ﴾ [الكهف: 107 - 108].


﴿ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا * لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا * تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا ﴾ [مريم: 61 - 63].


﴿ وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَا * جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى ﴾ [طه: 76].


﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ﴾ [الحج: 23].


﴿ فَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴾ [الحج: 56].


﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [الصف: 10 - 12].


﴿ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [الحديد: 12].


﴿ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴾ [الواقعة: 10 - 12].


﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ﴾ [القمر: 54 - 55].


﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ * فَاكِهِينَ بِمَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ ﴾ [الطور: 17 - 20]


﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ ﴾ [الذاريات: 15 - 16].


﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾ [الفتح: 17]


﴿ لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الفتح: 5].


﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾ [محمد: 12].


قال عز وجل - في وصف الجنة: ﴿ إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى * وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى * فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَاآدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى ﴾ [طه: 118 - 120]


﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ * فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ * كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ * يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آَمِنِينَ * لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ *فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [الدخان:51 - 57]


﴿ جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ * مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ * وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ ﴾ [ص: 50 - 52].


﴿ إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ * أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ * فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ *فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ * يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ *بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ * لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ * وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ * كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ ﴾ [الصافات: 40 - 49].


﴿ فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ * فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ* فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ * فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ * فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ *مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ * فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ [الرحمن: 68 - 78].
ثانيا: الحديث الشريف:



الحديث الأول:


عَبْداللَّهِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ أَرْبَعٌ: ثِنْتَانِ مِنْ ذَهَبٍ حِلْيَتُهُمَا وَآنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَثِنْتَانِ مِنْ فِضَّةٍ حِلْيَتُهُمَا وَآنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَلَيْسَ بَيْنَ الْقَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ إِلاَّ رِدَاءُ الْكِبْرِيَاءِ عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ، وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَشْخُبُ مِنْ جَنَّاتِ عَدْنٍ فِي جَوْبَةٍ ثُمَّ تَصْعَدُ بَعْدُ أَنْهَارًا)).
الحديث الثاني:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أَحْسَنِ كَوْكَبٍ إِضَاءَةً فِي السَّمَاءِ)).
الحديث الثالث:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يَأْكُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِيهَا وَيَشْرَبُونَ وَلا يَتَغَوَّطُونَ وَلا يَمْتَخِطُونَ وَلا يَبُولُونَ، وَلَكِنْ طَعَامُهُمْ ذَاكَ جُشَاءٌ كَرَشْحِ الْمِسْكِ، يُلْهَمُونَ التَّسْبِيحَ وَالْحَمْدَ كَمَا تُلْهَمُونَ النَّفَسَ)).
الحديث الرابع:
عن أسامة بن زيد قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم لأصحابه: ((ألا هل مُشَمِّر للجنة، فإنَّ الجنَّة لا خَطَرَ لها، هي - ورب الكعبة - نور يتلألأ، وريحانة تهتز، وقصر مشيد، ونهر مطرد، وفاكهة كثيرة نضيجة، وزوجة حسناء جميلة، وحلل كثيرة في مقام أبدًا في حبرة ونضرة في دار عالية سليمة بهية)), قالوا: "نحن المُشَمِّرُون لها يا رسول الله، قال: ((قولوا: إن شاء الله)), ثم ذكر الجهاد وحضَّ عليه.
الحديث الخامس:
عَنْ أَبِي بَكْرَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((إِنَّ رِيحَ الْجَنَّةِ لَيُوجَد مِنْ مَسِيرَة مِائَة عَامٍ، وَمَا مِنْ عَبْدٍ يَقْتُلُ نَفْسا مُعَاهَدا، إِلاَّ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّة أَنْ يَجِدَ رِيحَهَا)).
الحديث السادس:
عَنْ عُتبَة بن عَمْرو رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((الْجَنَّة لَهَا ثَمَانِيَة أَبْوَاب، وَالنَّارُ لَهَا سَبْعَة أَبْوَاب)).


الحديث السابع:
عَنْ سَهلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((فِي الْجَنَّة ثَمَانِيَة أَبوَاب، فِيهَا بَابٌ يُسَمَّى الرَّيَّان لا يَدْخُلُهُ إِلاَّ الصَّائِمُونََ)).
الحديث الثامن:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((لِكُلِّ أَهْل عَمَل بَابٌ مِنْ أَبوَابِ الْجَنَّة يُدْعَونَ مِنهُ بِذَاكَ الْعَمَلِ، فَلأهلِ الصِّيَامِ بَابٌ يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّان)). فَقَالَ أَبُو بَكْر: "يَا رَسُولَ اللهِ، فَهَل مِن أَحَد يُدْعَى مِن تِلكَ الأَبوَابِ كُلِّها؟" قَالَ: ((نَعَمْ، وَإِنِّي أَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ يَا أَبَا بَكْر)).
الحديث التاسع:
عَنْ قَيس بْنِ سَعدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:((أَلا أَدُلُّكَ عَلَى بَابٍ مِن أَبوَابِ الْجَنَّة؟)). قُلتُ: "بَلَى"، قَالَ: ((لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ)).


الحديث العاشر:
عنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهُ صلى الله عليه وسلم: ((عَلَيْكُم باِلْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَإِنَّهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّة يُذْهِبُ اللهُ بِهِ الْهَمَّ وَالْغَمَّ)).
الحديث الحادي عشر:
عَنْ مُعَاوِيَة بْنِ حَيدَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((مَا بَينَ مِصْرَاعَينِ مِنْ مَصَارِيع الْجَنَّة مَسِيرَةُ أَرْبَعِينَ عَامًا)).


الحديث الثاني عشر:
عَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ سَلام رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ مَا بَيْنَ مِصَراعَي الْجَنَّة مِقْدَارُ أَرْبَعِينَ عَامًا، وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهِ يَوْمٌ يُزَاحَمُ عَلَيْهِ؛ كَازْدِحَامِ الإبل وردت لخمسٍ ظمأ)).


الحديث الثالث عشر:
وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((أَنْتُمْ مُوفونَ سَبْعِينَ أُمَّة أَنْتُمْ خَيْرها وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمَا بَينَ مِصْرَاعَينِ مِنْ مَصَارِيع الْجَنَّة مَسِيرَةُ أَرْبَعِينَ عَامًا، وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهِ يَومٌ وَإِنَّهُ لَكَظِيظٌ)).


الحديث الرابع عشر:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ مَا بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ لَكَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَهَجَر - أَوْ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَبُصْرَى)).
الحديث الخامس عشر:
عَنْ عَبدِاللهِ بْنِ قَيس رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ أَبوَابَ الْجَنَّة تَحتَ ظِلال السُّيُوف)).


الحديث السادس عشر:
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((دَخَلَ رَجُلٌ الْجَنَّة فَرَأَى عَلَى بَابِهَا مَكْتوبًا: الصَّدَقَةُ بِعَشْرِ أَمْثاَلِهَا وَالْقَرْضُ بِثَمَانِيَةَ عَشَر)).


الحديث السابع عشر:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ مَكْتُوبًا: "الصَّدَقَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَالْقَرْضُ بِثَمَانِيَةَ عَشَرَ"، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَا بَالُ الْقَرْضِ أَفْضَلُ مِنَ الصَّدَقَةِ؟ قَالَ: "لأَنَّ السَّائِلَ يَسْأَلُ وَعِنْدَهُ، وَالْمُسْتَقْرِضُ لا يَسْتَقْرِضُ إِلاَّ مِنْ حَاجَةٍ)).


الحديث الثامن عشر:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّة كُلَّ اثْنَينِ وَخَمِيس، وَتُعْرَضُ الأَعْمَالُ فِي كُلِّ اثْنَينِ وَخَمِيس)).


الحديث التاسع عشر:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((إِذَا دَخَلَ رَمَضَان فُتِّحَت أَبْوَابُ الْجَنَّة، وَغُلِّقَت أَبْوَاب جَهَنَّم، وَسُلْسِلَت الشَّيَاطِين)).


الحديث العشرون:
عَنْ سَهلِ بْنِ سَعدٍ رضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((مَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الْجَنَّةِ خَيرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا)).


الحديث الحادي والعشرون:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((لَقَابُ قَوسٍ أَوْ سَوطٍ فِي الْجَنَّة، خَيرٌ مِمَّا تَطْلُعُ عَلَيهِ الشَّمْسُ وَتَغْرُب)).


الحديث الثاني والعشرون:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((قَالَ اللهُ تَعَالَى: "أَعْدَدْتُ لِعِبَادِيَ الصَّالِحِينَ مَا لا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ"، فَاقْرَؤُوا إِنْ شِئتُمْ: ﴿ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ ﴾ [السجدة: 17])).


الحديث الثالث والعشرون:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((مَنْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ يَنْعَمُ لا يَبْأَسُ، لا تَبْلَى ثِيَابُهُ، وَلا يَفْنَى شَبَابُهُ)).


الحديث الرابع والعشرون:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((فِي الْجَنَّةِ مِئَةُ دَرَجَةٍ، مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَينِ مِئَةُ عَامٍ)).


الحديث الخامس والعشرون:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ: ((الْجَنَّةُ مَائَةُ دَرَجَة، مَا بَيْنَ كُلّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ)).


الحديث السادس والعشرون:
عَنْ عبَادَة بْنِ الصَّامِت رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((الْجَنَّة مِائَة دَرَجَة مَا بَينَ كُلّ دَرَجَتَينِ مَسِيرَةُ مِائَةِ عَامٍ، وَالْفِردَوس أَعْلاهَا دَرَجَة، وَمِنهَا تفَجَّرُ الأَنْهَارُ الأَرْبَعَة، وَالْعَرشُ مِن فَوقِهَا، فَإِذَا سَأَلْتُم اللهَ فَاسأَلُوهُ الْفِردَوس الأَعْلَى)).


الحديث السابع والعشرون:
عنْ كَعْبِ بْنِ مُرَّةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ((مَنْ بَلَغَ الْعَدُوَّ بِسَهمٍ، رَفَعَ اللهُ بِهِ دَرَجَةً لَهُ)). فَقَالَ لَهُ عَبْدُالرَّحْمَن بْن النَّحَّامِ: "يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الدَّرَجَة؟"، قَالَ: ((أَمَا إِنَّها لَيْسَتْ بِعَتَبَةِ أُمِّكَ! مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَينِ مِئَةُ عَامٍ)).


الحديث الثامن والعشرون:
عنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ أَهْلَ الدَّرَجَاتِ الْعُلَى، يَرَاهُمْ مَنْ أَسْفَل مِنْهُمْ كَمَا يُرَى الْكَوْكَبُ الطَّالِعُ فِي الأُفُقِ مِنْ آفَاقِ السَّمَاءِ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنْهُمْ وَأَنْعَمَا)).


الحديث التاسع والعشرون:
عَنْ سَمُرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((الْفِردَوْس رَبوَة الْجَنَّةِ، وَأَعْلاهَا وَأَوْسَطُهَا، وَمِنْهَا تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ)).


الحديث الثلاثون:
عَنِ الْعَرْبَاضِ بْنِ سَارِيَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((إِذَا سَأَلتُمُ الله تَعَالَى فَاسْألوهُ الْفِردَوسَ، فَإِنَّهُ سِرُّ الْجَنَّةِ)).


الحديث الحادي والثلاثون:
عن أنس أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ: فَإِذَا فِيهَا جَنَابِذُ اللُّؤْلُؤِ، وَإِذَا تُرَابُهَا الْمِسْكُ)).


الحديث الثاني والثلاثون:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ سَنَةٍ، اقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ قوله تعالى: ﴿ وَظِلٍّ مَمْدُودٍ ﴾ [الواقعة: 30])).


ثالثا: الشعر:




يَا حَبَّذَا الْجَنَّةُ وَاقْتِرَابُهَا

طَيِّبَةٌ وَبَارِدٌ شَرابُهَا

والرُّومُ رُومٌ قَدْ دَنَا عَذَابُهَا

كَافِرَةٌ بَعِيدَةٌ أَنْسَابُهَا

عَلَيَّ إِنْ لاقَيْتُهَا ضِرَابُهَا





ويقول ابن القيم في وصف الجنة:




يَاخَاطِبَ الْحُورِ الحِسَانِ وَطَالِبًا
لِوِصَالِهِنَّ بِجَنَّةِ الْحَيَوَانِ

لَوْ كُنْتَ تَدْرِي مَنْ خَطَبْتَ وَمَنْ طَلَبْ
تَ بَذَلْتَ مَا تَحْوِي مِنَ الأَثْمَانِ

أَوْ كُنْتَ تَعْرِفُ أَيْنَ مَسْكَنُهَا جَعَلْ
تَ السَّعْيَ مِنْكَ لَهَا عَلَى الأَجْفَانِ

أَسْرِعْ وَحُثَّ السَّيْرَ جَهْدَكَ إِنَّمَا
مَسْرَاكَ هَذَا سَاعَةٌ لِزَمَانِ

فَاعْشَقْ وَحَدِّثْ بِالْوِصَالِ النَّفْسَ وابْ
ذُلْ مَهْرَهَا مَا دُمْتَ ذَا إِمْكَانِ

وَاجْعَلْ صِيَامَكَ دُونَ لُقْيَاهَا وَيَوْ
مَ الْوَصْلِ يَوْمَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانِ

وَاجْعَلْ نُعُوتَ جَمَالِهَا الْحَادِيْ وَسِرْ
نَحْوَ الْحَبِيبِ وَلَسْتَ بِالْمُتَوَانِي

واسْمَعْ إِذَنْ أَوْصَافَهَا وَوِصَالَهَا
وَاجْعَلْ حَدِيثَكَ رَبَّةَ الإِحْسَانِ

يَا مَنْ يَطُوفُ بِكَعْبَةِ الْحُسْنِ الَّتِي
حُفَّتْ بِذَاكَ الْحِجْرِ وَالأَرْكَانِ

وَيَظَلُّ يَسْعَى دَائِمًا حَوْلَ الصَّفَا
وَمُحَسِّرٌ مَسْعَاهُ كُلَّ أَوَانِ

وَيَرُومُ قُرْبَانَ الْوِصَالِ عَلَى مِنًى
وَالْخَيْفُ يَحْجُبُهُ عَنِ الْقُرْبَانِ

فَلِذَا تَرَاهُ مُحْرِمًا أَبَدًا وَمَوْ
ضِعُ حِلِّهِ مِنْهُ فَلَيْسَ بِدَانِي

يَبْغِي التَّمَتُّعَ مُفْرِدًا عَنْ حُبِّهِ
مُتَجَرِّدًا يَبْغِي شَفِيعَ قِرَانِ

وَيَظَلُّ بِالْجَمَرَاتِ يَرْمِي قَلْبَهُ
هَذِي مَنَاسِكُهُ بِكُلِّ زَمَانِ

والنَّاسُ قَدْ قَضَّوْا مَنَاسِكَهُمْ وَقَدْ
حَثُّوا رَكَائِبَهُمْ إِلَى الأَوْطَانِ

وَحَدَتْ بِهِمْ هِمَمٌ لَهُمْ وَعَزَائِمٌ
نَحْوَ الْمَنَازِلِ رَبَّةِ الإِحْسَانِ

رُفِعَتْ لَهُمْ فِي السَّيْرِ أَعْلامُ الْوِصَا
لِ فَشَمَّرُوا يَا خَيْبَةَ الْكَسْلانِ

وَرَأَوْا عَلَى بُعْدٍ خِيَامًا مُشْرِفَا
تٍ مُشْرِقَاتِ النُّورِ والْبُرْهَانِ

فَتَيَمَّمُوا تِلْكَ الْخِيَامَ فَآنَسُوا
فِيهِنَّ أَقْمَارًا بِلا نُقْصَانِ

مِنْ قَاصِرَاتِ الطَّرْفِ لا تَبْغِي سِوَى
مَحْبُوبِهَا مِنْ سَائِرِ الشُّبَّانِ

قَصَرَتْ عَلَيْهِ طَرْفَهَا مِنْ حُسْنِهِ
وَالطَّرْفُ مِنْهُ مُطْلَقٌ بِأَمَانِ

وَيَحَارُ مِنْهُ الطَّرْفُ فِي الْحُسْنِ الَّذِي
قَدْ أُعْطِيَتْ فَالطَّرْفُ كَالْحَيْرَانِ

وَيَقُولُ لَمَّا أَنْ يُشَاهِدَ حُسْنَهَا
سُبْحَانَ مُعْطِي الْحُسْنِ وَالإِحْسَانِ

وَالطَّرْفُ يَشْرَبُ مِنْ كُؤُوسِ جَمَالِهَا
فَتَرَاهُ مِثْلَ الشَّارِبِ النَّشْوَانِ

كَمُلَتْ خَلائِقُهَا وَأُكْمِلَ حُسْنُهَا
كَالْبَدْرِ لَيْلَ السِّتِّ بَعْدَ ثَمَانِ

وَالشَّمْسُ تَجْرِي فِي مَحَاسِنِ وَجْهِهَا
وَاللَّيْلُ تَحْتَ ذَوَائِبِ الأَغْصَانِ

فَيَظَلُّ يَعْجَبُ وَهْوَ مَوْضِعُ ذَاكَ مِنْ
لَيْلٍ وَشَمْسٍ كَيْفَ يَجْتَمِعَانِ؟!

وَيَقُولُ سُبْحَانَ الَّذِي ذَا صُنْعُهُ
سُبْحَانَ مُتْقِنِ صَنْعَةِ الإِنْسَانِ

لا اللَّيْلُ يُدْرِكُ شَمْسَهَا فَتَغِيبَ عِنْ
دَ مَجِيئِهِ حَتَّى الصَّبَاحِ الثَّانِي

وَالشَّمْسُ لا تَأْتِي بِطَرْدِ اللَّيْلِ بَلْ
يَتَصَاحَبَانِ كِلاهُمَا أَخَوَانِ

وَكِلاهُمَا مِرْآةُ صَاحِبِهِ إِذَا
مَا شَاءَ يُبْصِرُ وَجْهَهُ يَرِيَانِ

فَيَرَى مَحَاسِنَ وَجْهِهِ فِي وَجْهِهَا
وَتَرَى مَحَاسِنَهَا بِهِ بِعِيَانِ

حُمْرُ الْخُدُودِ ثُغُورُهُنَّ لآلِئٌ
سُودُ الْعُيونِ فَوَاتِرُ الأَجْفَانِ

والْبَرْقُ يَبْدُو حِينَ يَبْسِمُ ثَغْرُهَا
فَيُضِيءُ سَقْفُ الْقَصْرِ بِالْجُدْرَانِ

رَيَّانَةُ الأَعْطَافِ مِنْ مَاءِ الشَّبَا
بِ فَغُصْنُهَا بِالْمَاءِ ذُو جَرَيَانِ

لَمَّا جَرَى مَاءُ النَّعِيمِ بِغُصْنِهَا
حَمَلَ الثِّمَارَ كَثِيرَةَ الأَلَوَانِ

فَالْوَرْدُ وَالتُّفَّاحُ وَالرُّمَّانُ فِي
غُصْنٍ تَعَالَى غَارِسُ الْبُسْتَانِ

والْقَدُّ مِنْهَا كَالْقَضِيبِ اللَّدْنِ فِي
حُسْنِ الْقَوَامِ كَأَوْسَطِ الْقُضْبَانِ

فِي مَغْرِسٍ كَالْعَاجِ تَحْسَبُ أَنَّهُ
عَالِي النَّقَا أَوْ وَاحِدُ الْكُثْبَانِ

لَا الظَّهْرُ يَلْحَقُهُ وَلَيْسَ ثُدِيُّهَا
بِلَوَاحِقٍ لِلْبَطْنِ أَوْ بِدَوَانِي

لَكِنَّهُنَّ كَوَاعِبٌ وَنَوَاهِدٌ
فَثُدِيُّهُنَّ كَأَحْسَنِ الرُّمَّانِ

والْجِيدُ ذُو طُولٍ وَحُسْنٍ فِي بَيَا
ضٍ وَاعْتِدَالٍ لَيْسَ ذَا نُكْرَانِ

يَشْكُو الْحُلِيُّ بِعَادَهُ فَلَهُ مَدَى الْ
أَيَّامِ وَسْوَاسٌ مِنَ الْهِجْرَانِ

والْمِعْصَمَانِ فَإِنْ تَشَأْ شَبِّهْهُمَا
بِسَبِيكَتَيْنِ عَلَيْهِمَا كَفَّانِ

كَالزُّبْدِ لِينًا فِي نُعُومَةِ مَلْمَسٍ
أَصْدَافُ دُرٍّ دُوِّرَتْ بِوِزَانِ

وَالصَّدْرُ مُتَّسِعٌ عَلَى بَطْنٍ لَهَا
وَالْخَصْرُ مِنْهَا مُغْرمٌ بِثَمَانِ

وَعَلَيْهِ أَحْسَنُ سُرَّةٍ هِيَ زِينَةٌ
لِلْبَطْنِ قَدْ غَارَتْ مِنَ الأَعْكَانِ

حُقٌّ مِنَ الْعَاجِ اسْتَدَارَ وَحَشْوُهُ
حَبَّاتُ مِسْكٍ جَلَّ ذُو الإِتْقَانِ

وَإِذَا نَزَلْتَ رَأَيْتَ أَمْرًا هَائِلاً
مَا لِلصِّفَاتِ عَلَيْهِ مِنْ سُلْطَانِ

لا الْحَيْضُ يَغْشَاهُ وَلا بَوْلٌ وَلا
شَيءٌ مِنَ الآفَاتِ فِي النِّسْوَانِ

فَخِذَانِ قَدْ حَفَّا بِهِ حَرَسًا لَهُ
فَجَنَابُهُ فِي عِزَّةٍ وَصِيَانِ

قَامَا بِخِدْمَتِهِ هُوَ السُّلْطَانُ بَيْ
نَهُمَا وحَقٌّ طَاعَةُ السُّلْطَانِ

وَهُوَ الْمُطَاعُ إِذَا هُوَ اسْتَدْعَى الْحَبِي
بَ أَتَاهُ طَوْعًا وَهْوَ غَيْرُ جَبَانِ

وَجِمَاعُهَا فَهُوَ الشِّفَاءُ لِصَبِّهَا
فَالصَّبُّ مِنْهُ لَيْسَ بِالضَّجْرَانِ

وَإِذَا أَتَاهَا عَادَتِ الْحَسْنَاءُ بِكْ
رًا مِثْلَ مَا كَانَتْ مَدَى الأَزْمَانِ

وَهُوَ الشَّهِيُّ أَلَذُّ شَيْءٍ هَكَذَا
قَالَ الرَّسُولُ لِمَنْ لَهُ أُذُنَانِ

يَا رَبِّ غَفْرًا قَدْ طَغَتْ أَقْلامُنَا
يَا رَبِّ مَعْذِرَةً مِنَ الطُّغْيَانِ

أَقْدَامُهَا مِنْ فِضَّةٍ قَدْ رُكِّبَتْ
مِنْ فَوْقِهَا سَاقَانُ مُلْتَفَّانِ

وَالسَّاقُ مِثْلُ العَاجِ مَلْمُومٌ بِهِ
مُخُّ الْعِظَامِ تَنَالُهُ الْعَيْنَانِ

والرِّيحُ مِسْكٌ والْجُسُومُ نَوَاعِمٌ
والْلَّوْنُ كَالْيَاقُوتِ وَالْمَرْجَانِ

وَكَلامُهَا يَسْبِي الْعُقُولَ بِنَغْمَةٍ
زَادَتْ عَلَى الأَوْتَارِ وَالْعِيدَانِ

وَهِيَ الْعَرُوبُ بِشَكْلِهَا وَبِدَلِّهَا
وَتَحَبَُبٍ لِلزَّوْجِ كُلَّ أَوَانِ

فَاجْمَعْ قُوَاكَ لِمَا هُنَاكَ وَغُضَّ مِنْ
كَ الطَّرْفَ وَاصْبِرْ سَاعَةً لِزَمَانِ

مَا هَاهُنَا وَاللهِ مَا يَسْوَى قُلا
مَةَ ظُفْرِ وَاحِدَةٍ مِنَ النِّسْوَانِ

وَنَصِيفُهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا
فِيهَا إِذَا كَانَتْ مِنَ الأَثْمَانِ

لَا تُؤْثِرِ الأَدْنَى عَلَى الأَعْلَى فَإِنْ
تَفْعَلْ رَجَعْتَ بِذِلَّةٍ وَهَوَانِ

وَإِذَا بَدَتْ فِي حُلَّةٍ مِنْ لُبْسِهَا
وَتَمَايَلَتْ كَتَمَايُلِ النَّشْوَانِ

تَهْتَزُّ كَالْغُصْنِ الرَّطِيبِ وَحَمْلُهُ
وَرْدٌ وَتُفَّاحٌ عَلَى رُمَّانِ

وَتَبَخْتَرَتْ فِي مَشْيِهَا وَيَحِقُّ ذَا
كَ لِمِثْلِهَا فِي جَنَّةِ الرِّضْوَانِ

وَوَصَائِفٌ مِنْ خَلْفِهَا وَأَمَامِهَا
وَعَلَى شَمَائِلِهَا وَعَنْ أَيْمَانِ

كَالْبَدْرِ لَيْلَةَ تَمِّهِ قَدْ حُفَّ فِي
غَسَقِ الدُّجَى بِكَوَاكِبِ الْمِيزَانِ

فَلِسَانُهُ وَفُؤَادُهُ وَالطَّرْفُ فِي
دَهَشٍ وَإِعْجَابٍ وَفِي سَبَحَانِ

تَسْتَنْطِقُ الأَفْوَاهَ بِالتَّسْبِيحِ إِذْ
تَبْدُو فَسُبْحَانَ الْعَظِيمِ الشَّانِ

وَالْقَلْبُ قَبْلَ زِفَافِهَا فِي عُرْسِهِ
وَالْعُرْسُ إِثْرَ الْعُرْسِ مُتَّصِلانِ

حَتَّى إِذَا مَا وَاجَهَتْهُ تَقَابَلا
أَرَأَيْتَ إِذْ يَتَقَابَلُ الْقَمَرَانِ

فَسَلِ الْمُتَيَّمَ هَلْ يَحِلُّ الصَّبْرُ عَنْ
ضَمٍّ وَتَقْبِيلٍ وَعَنْ فَلَتَانِ

وَسَلِ الْمُتَيَّمَ أَيْنَ خَلَّفَ صَبْرَهُ
فِي أَيِّ وَادٍ أَمْ بِأَيِّ مَكَانِ؟

وَسَلِ الْمُتَيَّمَ كَيْفَ حَالَتُهُ وَقَدْ
مُلِئَتْ لَهُ الأُذُنَانِ وَالْعَيْنَانِ؟

مِنْ مَنْطِقٍ رَقَّتْ حَوَاشِيهِ وَوَجْ
هٍ كَمْ بِهِ لِلشَّمْسِ مِنْ جَرَيَانِ

وَسَلِ الْمُتَيَّمَ كَيْفَ عِيشَتُهُ إِذًا
وَهُمَا عَلَى فَرْشَيْهِمَا خِلْوَانِ؟

يَتَسَاقَطَانِ لآلِئًا مَنْثُورَةً
مِنْ بَيْنِ مَنْظُومٍ كَنَظْمِ جُمَانِ

وَسَلِ الْمُتَيَّمَ كَيْفَ مَجْلِسُهُ مَعَ الْ
مَحْبُوبِ فِي رَوْحٍ وَفِي رَيْحَانِ

وَتَدُورُ كَاسَاتُ الرَّحِيقِ عَلَيْهِمَا
بِأَكُفِّ أَقْمَارٍ مِنَ الْوِلْدَانِ

يَتَنَازَعَانِ الْكَأْسَ هَذَا مَرَّةً
والْخَوْدُ أُخْرَى ثُمَّ يَتَّكِئَانِ

فَيَضُمُّهَا وَتَضُمُّهُ أَرَأَيْتَ مَعْ
شَوْقَيْنِ بَعْدَ الْبُعْدِ يَلْتَقِيَانِ

غَابَ الرَّقِيبُ وَغَابَ كُلُّ مُنَكِّدٍ
وَهُمَا بِثَوْبِ الْوَصْلِ مُشْتَمِلانِ

أَتُرَاهُمَا ضَجِرَيْنِ مِنْ ذَا الْعَيْشِ؟ لا
وَحَيَاةِ رَبِّكَ مَا هُمَا ضَجِرَانِ

يَا عَاشِقًا هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ
إِذْ بَاعَهَا غَبْنًا بِكُلِّ هَوَانِ

أَتُرَى يَلِيقُ بِعَاقِلٍ بَيْعُ الَّذِي
يَبْقَى وَهَذَا وَصْفُهُ بِالْفَانِي؟




وقال آخر:




لا تَأْسَفَنَّ عَلَى الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا
فَالْمَوْتُ لا شَكَّ يُفْنِينَا وَيُفْنِيهَا

وَاعْمَلْ لِدَارِ الْبَقَا رِضْوَانُ خَازِنُهَا
وَالْجَارُ أَحْمَدُ وَالْجَبَّارُ بَانِيهَا

قُصُورُهَا ذَهَبٌ وَالْمِسْكُ طِينَتُهَا
وَالزَّعْفَرَانُ حَشِيشٌ نَابِتٌ فِيهَا

مَنْ يَشْتَرِي الدَّارَ فِي الْفِرْدَوْسِ يَعْمُرُهَا
بِرَكْعَةٍ فِي ظَلامِ اللَّيْلِ يُحْيِيهَا





رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/0/1431/#ixzz42q84f4XK

-------------------------------

صفة الجنة وأهلها


الشيخ أحمد الزومان





إنَّ الحمدَ لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَن يهده الله، فلا مُضلَّ له، ومَن يضلل الله، فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70- 71].

أمَّا بعد:
أعَدَّ اللهُ الجنَّة لعباده الصالحين، فالفوز بها يحدو أولياءَ الله على التَّشمير عن ساعد الجد، واستسهال الصِّعاب، والدَّوام على المشاقِّ، فتَتْعَب الأبدانُ في الدُّنيا؛ لترتاح في الآخرة، وتخالف النفسُ شهواتِها، وتُكْرَه على الطَّاعات؛ لتفوزَ بمحبوبها في الآخرة، فالجزاءُ من جنس العمل، ولا يظلمُ ربُّك أحدًا، فأذكر في هذا المقام بعضَ ما جاء في الجنَّة ونعيمها، جعلنا الله والوالدين والمسلمين ممن يدخلها ابتداء.

فقُدُومُ أهلِ الجنة إلى ربِّهم كما ذكر ربُّنا - عزَّ وجلَّ - بقوله: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} [الزمر: 73]، فالجنَّة دار الله، ودار كرامته، ومحلُّ خواصه وأوليائه، فإذا انتهوا إليها، صادفوا أبوابَها مُغلقة، فيرغبون إلى صاحبها ومالكها أن يفتحها لهم، ويستشفعون إليه بأولي العزم من رُسُله، وكُلُّهم يتأخر عن ذلك، حتَّى تقع الدلالة على خاتَمهم وسيدهم وأفضلهم، فيقول: ((أنا لها))، فيأتي إلى تحت العرش، ويَخِرُّ ساجدًا لربِّه، فيدعوه ما شاء الله أن يدعوه، ثُمَّ يأذن له في رفع رأسِه، وأن يسأله حاجته، فيُشفِّعه سبحانه في فتح أبوابها؛ تعظيمًا لأمرها، وإظهارًا لمنزلة رسوله وكرامته عليه، فهذه الدَّار هي دار ملك الملوك ورب العالمين، فإذا دخلوا الجنة، لم تغلق أبوابها عليهم؛ بل تبقى مفتحة.

كما قال تعالى: {جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ} [ص: 50]؛ إشارةً إلى تصرُّفهم وذَهابِهم وإيابهم، وتبوُّئهم في الجنَّة حيثُ شاؤوا، ودخول الملائكة عليهم كلَّ وقت بالتُّحَفِ من ربِّهم، ودخول ما يسرُّهم عليهم كُلَّ وقت، وأيضًا هي دارُ أمن لا يحتاجون فيها إلى غلق الأبواب، كما كانوا يحتاجون إلى ذلك في الدنيا.

أمَّا أبواب الجنَّة الثمانية التي يدخل المؤمنون منها، فعلى حسب أعمالهم؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((من أنفق زوجين في سبيل الله، نودي من أبواب الجنَّة: يا عبدَالله، هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة، دُعِيَ من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد، دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام، دعي من باب الرَّيَّان، ومن كان من أهل الصَّدقة، دعي من باب الصدقة))؛ فقال أبو بكر - رضي الله عنه -: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما على مَن دُعِيَ من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يُدعى أحدٌ من تلك الأبواب كُلِّها، قال: ((نعم، وأرجو أن تكون منهم))؛ رواه البخاري (1897)، ومسلم (1027).

فأين الهمة التي كهمة الصِّدِّيق التي سمت إلى تكميل مراتب الإيمان، وطمعت نفسه أن يُدعَى من تلك الأبواب كلها، فسأل رسول الله: هل يحصل ذلك لأحد من الناس؛ ليسعى في العمل الذي ينال به ذلك؟ فبشره النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بأنَّه من أهله، فلله ما أعلى هذه الهمة، وأكبر هذه النَّفس!

أمَّا صفةُ دخولِ أهل الجنة الجنَّةَ، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ أوَّل زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثُمَّ الذين يلونهم على أشدِّ كوكب دُرِّي في السَّماء إضاءةً، لا يبولون، ولا يتغوَّطون، ولا يتفلون، ولا يمتخطون، أمشاطُهم الذَّهب، ورشحهم المسك، ومَجَامِرُهم الأَلُوَّة - أي: عود الطيب - وأزواجهم الحور العين، أخلاقُهم على خُلُق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم، ستون ذراعًا في السَّماء))؛ رواه البخاري (3327)، ومسلم (2834).

ومن صفاتهم أيضًا: قولُ النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يدخل أهلُ الجنَّة الجنة جردًا مردًا، بيضًا جعادًا، مكحلين، أبناء ثلاث وثلاثين، على خلق آدم ستون ذراعًا))؛ حديث حسن جاء من حديث أبي هريرة ومعاذ بن جبل، وجردًا مردًا؛ أي: ليس فيهم شعر في أجسادهم ولا في لحاهم.

وأهل الجنَّة في نعيم مقيم وملك كبير؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((قال الله: أعْدَدْت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلبِ بَشَر، فاقرؤوا إن شئتم: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة: 17]))؛ رواه البخاري (3244)، ومسلم (2824).

ففي الجنَّة فوق ما يخطر بالبال أو يدور في الخيال، ومن ذلك: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * ذَوَاتَا أَفْنَانٍ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ} [الرحمن: 46-58].

وهذه الأطعمة التي يتفكَّهون بها لا يتأذون بإخراجها كحالهم في الدُّنيا؛ فعن زيد بن أرقم قال: أتى النَّبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - رجلٌ من اليهود، فقال: يا أبا القاسم، ألست تزعم أن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون؟ فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((بلى، والذي نفسي بيده، إنَّ أحدَهم ليُعطى قُوَّة مائة رجلٍ في المطعم والمشرب والشَّهوة والجماع))؛ قال: فقال له اليهودي: فإن الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة، قال: فقال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((حاجة أحدهم عرقٌ يفيضُ من جلودهم، مثل ريح المسك، فإذا البطن قد ضَمُرَ))؛ رواه أحمد (18783) بإسناد صحيح.

الخطبة الثانية
الحمدُ لله الذي لا يتعاظمه شيْءٌ أعطاه، يُجازي بالكثير على القليل، والصَّلاة والسَّلام على نبينا مُحمد الذي بيَّن لنا البين المبين.

وبعد، إخواني:
أقلُّ أهلِ الجنَّة أعظمُ من ملوك الدنيا كلهم، فما بالكم بأعظمهم منزلة؟!
فعن ابن مسعود: أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: "((آخر مَن يدخلُ الجنَّة رجل، فهو يمشي مرَّة ويكبو مرَّة وتسفعه النَّار مرَّة، فإذا ما جاوزها، التفت إليها، فقال: تبارك الذي نجَّاني منك، لقد أعطاني الله شيئًا ما أعطاه أحدًا من الأوَّلين والآخرين، فترفع له شجرة، فيقول: أيْ رب، أدْنِنِي من هذه الشجرة، فلأستظل بظلِّها، وأشرب من مائها، فيقول الله - عزَّ وجلَّ - يا ابن آدم، لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها، فيقول: لا يا رب، ويعاهده ألاَّ يسأله غيرها، وربُّه يعذره.

لأنَّه يرى ما لا صبرَ له عليه، فيُدنيه منها، فيستظلُّ بظلِّها، ويشرب من مائها، ثم ترفعُ له شجرة هي أحسن من الأولى، فيقول: أيْ رب، أدنني من هذه؛ لأشربَ من مائها، وأستظل بظلها، لا أسألك غيرها، فيقول: يا ابن آدم، ألم تعاهدني ألاَّ تسألني غيرها، فيقول: لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها، فيعاهده ألاَّ يسألَه غيرها، وربُّه يعذره؛ لأنَّه يرى ما لا صبرَ له عليه، فيدنيه منها، فيستظل بظلها، ويشرب من مائها، ثم ترفع له شجرة عند باب الجنَّة هي أحسن من الأُولَيَيْن، فيقول: أيْ ربِّ، أدنني من هذه، لأستظل بظلها، وأشرب من مائها، لا أسألك غيرها، فيقول: يا ابنَ آدم، ألم تعاهدني ألاَّ تسألني غيرها، قال: بلى يا ربِّ، هذه لا أسألك غيرها، وربه يعذره.

لأنَّه يرى ما لا صَبْرَ له عليه، فيدنيه منها، فإذا أدناه منها، فيسمع أصواتَ أهلِ الجنة، فيقول: أيْ ربِّ، أدخلنيها، فيقول: يا ابن آدم، ما يصْرِينِي منك، أيُرضيك أن أعطيَك الدُّنيا ومثلها معها؟ قال: يا ربِّ، أتستهزئ منِّي وأنت ربُّ العالمين؟!))، فضَحِكَ ابنُ مسعود، فقال: ألاَ تسألوني: مِمَّ أضحك؟ فقالوا: مِمَّ تضحك؟ قال: هكذا ضَحِكَ رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقالوا: مِمَّ تضحك يا رسول الله؟ قال: ((مِن ضَحِكِ ربِّ العالمين حين قال: أتستهزئ مِنِّي وأنت ربُّ العالمين؟! فيقول: إنِّي لا أستهزئ منك، ولكني على ما أشاء قادر))؛ رواه مسلم (187).

عبادَ الله:
إذا أردنا أن نعرفَ الطَّريقَ الموصِّلَة إلى الجنَّة، فمن ذلك قولُه - تعالى -: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِين} [آل عمران: 133-136].

فأخبر أنه أعد الجنَّة للمتقين دون غيرهم، ثُمَّ ذكر أوصافَ المتَّقين، فذكر بذلهم للإحسان في حالة العُسر واليُسر والشِّدَّة والرَّخاء، فإن من الناس من يبذل في حال اليُسر والرخاء، ولا يبذل في حال العسر والشدة، ثم ذكر كَفَّ أذاهم عن الناس بحبس الغيظ بالكظم، وحبس الانتقام بالعفو، ثم ذكر حالهم بينهم وبين ربهم في ذنوبهم، وأنَّها إذا صارت منهم، قابلوها بذكر الله والتَّوبة والاستغفار وترك الإصرار، فهذا حالهم مع الله، وذاك حالهم مع خلقه.

ومن الطريق الموصلة إلى الجنَّة: الصلاة، لا سيَّما الصَّلاة التي يسبقها نوم؛ فعن أبي موسى: أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلم - قال: ((من صلَّى البردين دخل الجنَّة))؛ رواه البخاري (574)، ومسلم (635)، والبردان: الفجر والعصر.

إخواني:
يظهر الغبن الفاحش يومَ القيامة، ويتبيَّن سفه المفرِّط يوم الحَسْرة والنَّدامة، إذا حُشِرَ المتَّقون إلى الرحمن وَفْدًا، وسيق المجرمون إلى جهنم وِرْدًا، فلو توهم المتخلف عن هذه الرفقة ما أعدَّ اللهُ لهم من الإكرام، وادَّخر لهم من الفضل والإنعام، وما أخْفَى لهم من قُرَّة أعين، لم يقعْ على مثلها بَصَر، ولا سمعته أُذُن، ولا خطر على قلبِ بَشَر - لعَلِمَ أيَّ بضاعة أضاع، وأنَّه لا خيرَ له في حياته وهو معدودٌ من سقط المتاع، وعلم أنَّ القومَ قد توسَّطوا ملكًا كبيرًا لا تعتريه الآفات ولا يلحقه الزَّوال، وفازوا بالنعيم المقيم في جوار الكبير المتعال، فهم في روضات الجنَّة يتقلبون، وعلى أَسِرَّتِها يجلسون، وعلى الفُرُشِ التي بطائنها من إستبرق يتكئون، وبالحور العين يتنعَّمون، وبأنواع الثِّمار يتفكَّهون؛ {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ * بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ * لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ * وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ * وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ *جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الواقعة: 17-24]، فيها ما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين، وأنتم فيها خالدون.

لقد نودي على الجنَّة في الدنيا في سوق الكساد، فما قَلَّبَ ولا استامَ إلاَّ أفرادٌ من العباد، فالبدارَ البدارَ قبل حلول الأجل، وإيَّاك والتسويفَ، فقد يحال بينك وبين أمَلك، لا سيَّما ما افترضه الله عليك من فعل الواجبات وترك المحرمات، فما تقرَّب إلى الله مُتقرِّب بأحبَّ مما افترضه عليه فعلاً أو تركًا. 
------------------------
روابط صفة الجنة ونعيم أهلها نسأل الله أن نكون وذراياتنا منهم
صفة أهل آخر الزمان
ذكر طرق حديث بعثت أنا والساعة كهاتين
حديث في تقريب يوم القيامة بالنسبة إلى ما سلف من الأزمنة
ذكر دنو الساعة واقترابهاذكر زوال الدنيا وإقبال الآخرة
حديث الصور بطوله
النفخ في الصور
ذكر أمر هذه النار وحشرها الناس إلى أرض الشامنفخة الصعق
فصل الله يقبض يوم القيامة الأرضين وتكون السماوات بيمينه
ست آيات قبل يوم القيامة
نفخة البعث
ذكر أحاديث في البعث
حديث أبي رزين في البعث والنشور
ذكر أسماء يوم القيامة
ذكر أن يوم القيامة هو يوم النفخ في الصور لبعث الأجساد من قبورها وأن ذلك يكون في يوم الجمعة
ذكر أن أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذكر بعث الناس حفاة عراة غرلا ، وذكر أول من يكسى يومئذ من الناس
ذكر شيء من أهوال يوم القيامة
ذكر الأحاديث والأثار الدالة على أهوال يوم القيامة
فصل إذا قام الناس من قبورهم وجدوا الأرض غير صفة الأرض التي كانوا فيها
ذكر طول يوم القيامة وما ورد في مقدارهذكر المقام المحمود الذي خص به رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين سائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
ذكر ما ورد في الحوض النبوي المحمديذكر أن لكل نبي حوضا وأن حوض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين أعظمها وأجلها
فصل في مجيء الرب سبحانه وتعالى كما يشاء يوم القيامة لفصل القضاء بين خلقهذكر كلام الرب تعالى مع آدم عليه السلام
كلام الرب تعالى مع نوح عليه السلام وسؤاله إياه عن البلاغ
ذكر تشريف إبراهيم الخليل عليه السلام يوم القيامة على رءوس الأشهاد
ذكر موسى صلى الله عليه وسلم وظهور شرفه وجلالته وكرامته يوم القيامةذكر عيسى عليه الصلاة والسلام وكلام الرب معه يوم القيامة
ذكر ما ورد في كلام الرب سبحانه مع العلماء يوم فصل القضاءذكر أول كلامه عز وجل للمؤمنين
فصل في مخاطبة الله عز وجل لعبده الكافر يوم القيامة
فصل في إبراز النيران ، والجنان ، ونصب الميزان ، ومحاسبة الديان
ذكر إبداء عنق من النار إلى المحشر فيطلع على الناس
ذكر الميزان
بيان كون الميزان له كفتان حسيتان مشاهدتان
إنكار المعتزلة للميزان والرد عليهم
الحكم فيمن ثقلت حسناته على سيئاته بحسنة أو بحسناتذكر العرض على الله عز وجل يوم القيامة وتطاير الصحف ومحاسبة الرب عز وجل عباده
فصل أول ما يقضي الله تعالى بينهم من المخلوقات الحيوانات
فصل أول ما يقضي الله فيه الدماء
ذكر أول ما يقضى بين الناس فيه يوم القيامة ومن يناقش في الحساب ومن يسامح فيه
حديث فيه أن الله تعالى يصالح عن عبده الذي له به عناية من ظلمه بما يريه من قصور الجنة ونعيمها
فصل ما يدعى الناس يوم القيامة بآبائهم
فصل حال الناس عند أخذ الكتاب يوم القيامة
فصل ما يرجى من رحمة الله يوم القيامةذكر من يدخل الجنة من هذه الأمة بغير حساب
ذكر كيفية تفرق العباد عن موقف الحساب وما إليه أمرهم يصير ففريق في الجنة وفريق في السعير
فصل في ذكر الصراط غير ما ذكر آنفا من الأحاديث الصحيحة
فصل في ورود الناس جميعهم جهنمفصل في كيفية الحشر
فصل أول زمرة تلج الجنة صورهم على صورة القمر ليلة البدركتاب صفة النار وما فيها من العذاب الأليم
صفة الجنة وما فيها من النعيم المقيم الدائم على الأبد وهذه روابط في نفس الموضوع ادخلها وازداد نيما بقراءتها


صفة الجنة وأهلها
آيات في البحار والأنهار
سكر الأنهار(مقالة - موقع الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك)
دلائل الإعجاز في الأنهار (عرض تقديمي)(كتاب - موقع د. حسني حمدان الدسوقي حمامة)
منظومة النهر لمن برز على شاطئ النهر للسيوطي(مقالة - آفاق الشريعة)
الأنهار في القرآن(مقالة - موقع د. حسني حمدان الدسوقي حمامة)
البلاغة في آيات خلق الأنهار والبحار وجريان السفن(مقالة - آفاق الشريعة)
وتسيل الأنهار(مقالة - حضارة الكلمة)
أغرب الأنهار (قصة قصيرة)(مقالة - حضارة الكلمة)
المسلمون في كوسوفو ينظفون الأنهار(مقالة - المسلمون في العالم)
عقيدة أهل السنة والجماعة(مقالة - آفاق الشريعة)
"كيف حالك" في كلام الفصحاء(مقالة - حضارة الكلمة)
----------------
لماذا يدخل أهل الجنة الجنة أبناء ثلاث وثلاثين؟(استشارة - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)
مفاهيم ومصطلحات دراسة: ألفاظ الجنة في القرآن الكريم(مقالة - حضارة الكلمة)
في العقيدة للأطفال ( الجنة والنار )(مقالة - موقع عرب القرآن)
خلق الجنة(مقالة - آفاق الشريعة)
الجنة ( تعريفاتها وأنهارها )(مقالة - آفاق الشريعة)
خطبة المسجد النبوي 5/4/1434 هـ - الجنة ونعيمها(مقالة - آفاق الشريعة)
الجنة والنار مخلوقتان الآن(مقالة - آفاق الشريعة) 

الاثنين، 1 يوليو 2013

مراتب وأوصاف الجنان كما وردت في القرآن الكريم



Brave Heart - قلب شجاع رابط المشاركة  

مراتب وأوصاف الجنان كما وردت في القرآن الكريم

1- المقام المحمود: وهي مرتبة لإنسان واحد فقط، وسوف ينالها سيد البشرية وسيد أولي العزم من الرسل، وهو الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، حيث يقول الله تعالى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا) (الإسراء 79).
2- جنات النعيم: وهي أعلى أنواع الجنات، ويدخلها الأصناف التالية:
أ- المقربون، حيث يقول الله تعالى: (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَٰئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ) (الواقعة 10 – 14)، ومن المقربين عيسى وإبراهيم عليهما السلام، حيث يقول الله تعالى: (إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) (آل عمران 45)، كما طلب إبراهيم عليه السلام هذه الجنة بالإسم، حيث يقول الله تعالى: (وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ) (الشعراء 85)، لهذا يجب الطلب من الله تعالى هذه الجنة عند الدعاء.
أما مواصفات هذه الجنة (المقربون) فلهم عين خاصة بهم، حيث يقول الله تعالى: (إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ خِتَامُهُ مِسْكٌ ۚ وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ) (المطففين 22 – 28)، لهذا يجب أن يكون التنافس بين المسلمين على هذه الجنة بالذات كما ورد في الأية الكريمة.
ب- عباد الله المخلصين، حيث يقول الله تعالى: (إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ أُولَٰئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ فَوَاكِهُ ۖ وَهُم مُّكْرَمُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ) (الصافات 40 - 43)، ومنهم يوسف عليه السلام، حيث يقول الله تعالى: (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ ۚ كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) (يوسف 24).
ج- إذا آمن أهل الكتاب فإنهم سوف يدخلون هذه الجنة، حيث يقول الله تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ) (المائدة 65).
وأصحاب هذه الجنة (جنات النعيم) قليلون، حيث يقول الله تعالى: (ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ) (الواقعة 13 – 14)، فأسألوا الله تعالى أن يجعلكم من القليل، لأن هذه الجنة هي مطمع وأمنية للجميع، حيث يقول الله تعالى: (أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ) (المعارج 38).
هذا وتختلف الخدمات في هذه الجنة بين الخدمات التي تقدم للمقربين وبين الخدمات التي تقدم للمخلصين، فالخدمات المقدمة للمقربين هي في قول الله تعالى: (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَٰئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ عَلَىٰ سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ مُّتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ لَّا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا) (الواقعة 10 – 15)، أما الخدمات المقدمة للمخلصين فهي في قول الله تعالى: (إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ أُولَٰئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ فَوَاكِهُ ۖ وَهُم مُّكْرَمُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ) (الصافات 40 - 49).
أ- المقربون (عَلَىٰ سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ) أي مزينة ومطرزة بالجواهر، وهذه الميزة ليست عند المخلصين لأنهم (عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ).
ب- المقربون (يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ) أي الخدم المزدانين أيضا بالجواهر، وهذه الميزة ليست عند المخلصين، حيث جاءت مواصفات الخدم لهم بصيغة المبني للمجهول (يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ) دون إعطاء أية مواصفات أخرى.
ج- المقربون كمية الشرب عندهم غير محدودة (بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ) وهي دائمة ومستمرة (لَّا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ)، بينما كمية الطعام والشراب عند المخلصين محددة (أُولَٰئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ) (يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ)، حيث نلاحظ عدم وجود أكواب وأباريق.
د- المقربون يختارون نوع الفواكه (وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ)، وهذه الميزة ليست موجودة عند المخلصين (فَوَاكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ) ولم يقل مما يتخيرون.
هـ - المقربون نوع أعين الحوريات عندهم (وَحُورٌ عِينٌ)، بينما نوع أعين الحوريات عند المخلصين هو (وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ)، حيث يوجد فرق بين حور وبين قاصرات الطرف، وهن مشتركات فقط بصيغة عين.
ع- المقربون مواصفات أجسام الحوريات عندهم (كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ)، بينما عند المخلصين (كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ).
غ- المقربون عندهم ميزة خاصة هي (لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا) ويسمعون فقط (إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا)، حيث يقول الله تعالى: (فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ) (الغاشية 10 - 16).
ملاحظة هامة جدا
إن الله تعالى أطلع إبراهيم عليه السلام على ملكوت السماوات والأرض، حيث يقول الله تعالى: (وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) (الغاشية 75)، فاختار سيدنا إبراهيم عليه السلام جنة النعيم، لأنه عرف أن المقام المحمود فقط هو المرتبة الأعلى منها، وأن المقام المحمود هو للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فطلب جنة النعيم، حيث يقول الله تعالى: (وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ) (الشعراء 85).
3- الغرفة: وهي المرتبة حتى ينالها الإنسان يجب أن يصل إلى مستوى إمام المتقين، وهنا يتطلب منه أن يحقق أولا (10) شروط كي يصبح من المتقين أي يتقي عقاب الله تعالى، حيث يقول الله تعالى: (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (الأنعام 151 - 153)، وبعد تنفيذ هذه الشروط العشرة، يجب عليه أن يضيف (12) شرطا آخر من الأخلاقيات والسلوكيات الصالحة كي يصل إلى إمام المتقين، حيث يقول الله تعالى: (وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ ۖ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا أُولَٰئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا خَالِدِينَ فِيهَا ۚ حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا) (الفرقان 63 – 76).
هذا والذين يصلون إلى مرتبة إمام المتقين سوف ينالون الغرفة يوم الحساب كما قال الله تعالى، ولم يذكر القرآن الكريم مواصفات الغرفة، والسبب هو (ترك الذكر أفصح من الذكر)، وذلك إذا كانت المواصفات أكثر من مدهشة وأكثر من رائعة، مثال قول الله تعالى: (إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ) (النجم 16).
ملاحظة هامة: إذا كان البناء مرتفعا يسمى غرفة، وإذا كان على الأرض يسمى حجرة.
أما مراتب الأربع جنات الأخيرة، فهي إثنتان علويتان (عدن – الفردوس) وإثنتان سفليتان (الخلد – المأوى)، ففي سورة الرحمن يقول الله تعالى: (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ) (الرحمن 46)، وبعد أن ذكر الموصفات الخاصة بهما قال الله تعالى: (وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ) (الرحمن 62)، وأعاد ذكر المواصفات للمستوى الأدنى، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذه الجنات الأربعة: (جنتان من فضة أنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب أنيتهما وما فيهما).
4- جنات عدن: وهي أكثر الجنات ذكرا في القرآن الكريم،، حيث يقول الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا أُولَٰئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ۚ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا) (الكهف 30 - 31)، وهذه الجنات يدعو الملائكة الكرام الله تعالى أن يدخل فيها الذين تابوا، حيث يقول الله تعالى: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُمْ وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (غافر 7 - 8)، وهذه الجنات هي من الدرجات العلى، حيث يقول الله تعالى: (وَمَن يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَٰئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَىٰ) (طه 75)، كما ويدخلها عباد الله الذين اصطفاهم مهما كانت أعمالهم، حيث يقول الله تعالى: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) (فاطر 32)، ويدخلها أيضا المتقون الذين ينفذون الشروط العشرة الواردة في قوله تعالى: (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (الأنعام 151 - 153)، بينما الغرفة التي تحدثنا عنها سابقا فهي تحتاج إلى مرتبة إمام المتقين، حيث يقول الله تعالى: (إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا ۖ وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا) (مريم 60 - 63) إذا هي لمرتبة المتقين فقط.
5- جنات الفردوس: وهي وسط الجنات كما أوضح الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قائلا: (فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنها وسط الجنة)، هذا وقد ورد إسمها الصريح مرتين فقط، وهي للمؤمنين الذين يحققون الشروط (6) التالية، حيث يقول الله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ أُولَٰئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (المؤمنون 1 - 11)، كما وأن سكانها قليلون، حيث يقول الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا) (الكهف 107) وهؤلاء قليلون، كما قال الله تعالى: (قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ ۗ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ) (ص 24).
6- جنة الخلد: وقد ورد إسمها مرة واحدة في القرآن الكريم وبصيغة الفرد، حيث يقول الله تعالى: (قُلْ أَذَٰلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۚ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا) (الفرقان 15).
7- جنة المأوى: وهي تقع عند شجرة سدرة المنتهى، أين تنتهي السموات وتبدأ الجنات، حيث يقول الله تعالى: (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ) (النجم 13 – 15).
المقارنة بين الجنتين العلويتين (عدن – الفردوس) والجنتين السفليتين (الخلد – المأوى) يتم بكل سهولة، حيث يقول الله تعالى: (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ذَوَاتَا أَفْنَانٍ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ فِيهِمَا مِن كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ ۚ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ مُدْهَامَّتَانِ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) (الرحمن 46 - 69).
فالجنتين العلويتين (ذَوَاتَا أَفْنَانٍ) وثمارهما قريبة من الجالسين (وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ)، وتقول الآيات الأخرى (فِي جَنَّةٍ عَالِيَة قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ) (الحاقة 22- 23) (وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا) (الإنسان 14)، كما أن الجنتان العلويتان فيهما من كل صنف من الفاكهة أربع أنواع (فِيهِمَا مِن كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ) بينما الجنتان السفليتان ليس فيهما كل الأنواع (فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ) ولم يقل من كل وهكذا.
علي منصور الكيالي 
-----------




رابط المشاركة

 المنتدى الإسلامي العام

   أنواع الجنات وما أدراك ماهي 
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله


أنواع الجنات وما أدراك ماهي

حديث عن الجنة وبعض ما فيها
جعلنا الله من أهلها اللهم
آميـــــــــــــــــــــــــن

مفتاح الجنة

الجنة مفتاحها لا إله الا الله محمد رسول الله
والأعمال الصالحة
هى أسنان المفتاح التى بها يعمل..
وأول من يدخلها سيدنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم
بعد أن يشفع للمؤمنين بدخولها..

أبوابــها

قال الله تعالى
"وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ"
(سورة الزمر 73)

أبواب الجنة ثمانية قيل أن أسماؤها
باب محمد صلى الله عليه وسلم وهو باب التوبة -
- باب الصلاه
- باب الصوم وهو باب الريان
- باب الزكاة
باب الصدقه -
باب الحج والعمرة -
- باب الجهاد
- باب الصله

درجات الجنة وغرفها
والجنة درجات أعلاها الفردوس الأعلى وهو تحت عرش الرحمن
جل وعلا ومنه تخرج أنهار الجنة الأربعة الرئيسية
( نهر اللبن - نهر العسل - نهر الخمر - نهر الماء )

وأعلى مقام فى الفردوس الأعلى
هو مـقام الوسيلة وهو مقام نبينا
رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومن سأل الله له الوسيلة حلت له شفاعته
صلى الله عليه وسـلم يوم القيامة

ثم غرف أهل عليين وهى قصور متعددة الأدوار من الدر والجوهر تجرى
من تحتها الأنهار يتراءون لأهل الجنة كما يرى الناس الكواكب والنجوم
فى السماوات العلا
وهى منزلة الأنبياء والشهداء والصابرين من أهل البلاء والأسقام
والمتحابين فى الله
وفى الجنة غرف من الجواهر الشفافة يرى ظاهرها من باطنها
وهى لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وبات قائما والناس نيام

ثم باقى أهل الدرجات وهى مائة درجة وأدناهم منزلة من كان له ملك
مثل عشرة أمثال اغنى ملوك الدنيا
ذكر أسماء بعض أنهار الجنة وعيونها
وللجنة أنهار وعيون تنبع كلها من الأنهار الأربعة الخارجة من الفردوس
الأعلى وقد ورد ذكر أسماء بعضها فى القرآن الكريم والأحاديث الشريفة منها
- نهر الكوثر
وهو نهر أعطى لرسول الله صلى الله عليه وسلم فى الجنة ويشرب منه المسلمون
فى الموقف يوم القيامة شربة لا يظمأون من بعدها أبدا بحمد الله وقد سميت احدى
سور القرآن باسمه ووصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن حافتاه من قباب
اللؤلؤ المجوف وترابه المسك وحصباؤه اللؤلؤ وماؤه أشد بياضا من الثلج وأحلى
من السكر وآنيته من الذهب والفضه

- نهر البيدخ
وهو نهر يغمس فيه الشهداء فيخرجون منه كالقمر ليلة البدر
وقد ذهب عنهم ما وجدوه من أذى الدنيا
- نهر بارق
وهو نـهرعلى بـاب الجــنة يجـلس عنـده الشـهداء فيأتـيهم رزقـهم من
الجـنة بكرة وعشيا

- عين تسنيم
وهى أشرف شراب أهل الجنة وهو من الرحيق المختوم ويشربه
المقربون صرفا ويمزج بالمسك لأهل اليمين

- عين سلسبيل
وهى شراب أهل اليمين ويمزج لهم بالزنجبيل
عين مزاجها الكافور وهى شراب الأبرار
وجميعها أشٌربة لا تسكر ولا تصدع ولا تذهب العقل بل تملأ شاربيها سرورا ونشوة لا يعرفها أهل الدنيا

يطوف عليهم بها ولدان مخلدون كأنهم لؤلؤا
منثورا بكؤوس من ذهب وقوارير من فضه
وطعام أهل الجنة من اللحم والطير والفواكه وكل ما اشتهت أنفسهم
قال الله تعالى
(لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ)
سورة الزمر : 34

أشجار الجنة
وجميعها سيقانها من الذهب وأوراقها من الزمرد الأخضر والجوهر
وقد ذكر منها

- شجرة طوبى
قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها تشبه شجرة الجوز وهي بالغة
العظم فى حجمها وتتفتق ثمارها عن ثياب أهل الجنة فى كل ثمرة سبعين ثوبا
ألوانا ألوان من السندس والأستبرق لم ير مثلها أهل الدنيا ينال منها المؤمن
ما يشاء وعندها يجتمع أهل الجنة فيتذكرون لهو الدنيا فيبعث الله ريحا من
الجنه تحرك تلك الشجرة بكل لهو كان فى الدنيا

- سدرة المنتهى
قال الله تعالى
" وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى, عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى, عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى, إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى, مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى, لَقَدْ رَأَى مِنْ ءَايَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى"
(سورة النجم13 - 18)
" وإليها ينتهي ما يعرج من الأرض فيقبض منها , وإليها ينتهي ما يهبط فيقبض منها "

وقال النووي سميت سدرة المنتهى
( لأن علم الملائكة ينتهي إليها , ولم يجاوزها أحد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وهي الشجرة التي ينتهي إليها علم كل نبي مرسل وكل ملك مقرب
وما خلفها غيب لا يعلمه إلا الله )


فى الجنة أشجارمن جميع ألوان
الفواكه المعروفة فى الدنيا ليس منها الا الأسماء اما الجوهر فهو ما لا يعلمه الا الله تعالى


قال الله تعالى
"وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ
كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ
وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ "
( سورة البقرة 25 )


وقد ذكر من ثمار الجنة
التين - العنب - الرمان - الطلح ( الموز ) والبلح ( النخيل ) و السدر( النبق)
وجميع ما خلق الله تبارك وتعالى لأهل الدنيا من ثمار ..


صفة أهل الجنة
الرجــــال
يبعث الله الرجال من اهل الجنة على صورة أبيهم آدم جردا مردا مكحلين
فى الثالثة والثلاثين من العمر
على مسحة وصورة يوسف
وقلب أيوب
ولسان محمد عليه الصلاة والسلام

وقد أنعم الله عليهم بتمام الكمال والجمال والشباب لا يموتون ولا ينامون

النســــاء
ونساء الجنة صنفان
الحور العين
وهن خلق مخلوقات لأهل الجنة وصفهن الله تبارك وتعالى
فى كتابه العزيز
بأنهن
"كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ" (سورة الرحمن 5 8 )
"كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ" (سورة الواقعة 23)
"كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ" (سورة الصافات 29)

وهن نساء نضرات جميلات ناعمات لو أن واحدة منهن اطلعت
على أهل الأرض لأضاءت الدنيا وماعليها وللمؤمن منهن ما لا يعد ولا يحصى

نساء الدنيا المؤمنات
وحال المؤمنة في الجنة أفضل من حال الحور العين وأعلى درجة وأكثر جمالا
المرأة الصالحة من أهل الدنيا إذا دخلت الجنة فإنما تدخلها جزاء على العمل الصالح وكرامة من الله لها لدينها وصلاحها



الغلمان
وهم خلق من خلق الجنة وهم خدم الجنة الصغار يطوفون على أهل الجنة بالطعام والشراب وقائمين على خدمتهم

وهم من تمام النعيم لأهل الجنة فرؤيتهم وحدها دون خدمتهم من المسرة

قال الله تعالى
(وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً)
(سورة الإنسان 19)


المولودون فى الجنة
وهذه رحمة لمن حرم الأنجاب فى الدنيا واذا أشتهى أحد من أهل الجنة الولد أعطاه الله برحمته كما يشاء

قال الله تعالى
(لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ)
(سورة الزمر : 34)

أنواع الجنان
خمس
هي النعيم - الفردوس – عدن – الخلد – المأوى –
أعلى الجنان جنة النعيم لكن لماذا قال لنا عليه الصلاة والسلام
إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس 0
لأن هناك حدودنا
ولكل مسلم جنة حسب عمله
وطبعا هناك تفضيل في الجنان
قال تعالى
{فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ }
الزلزلة7

ولنعلم أن أعلى الجنان
1- المقام المحمود
وهو أعلى مراتب الجنان وهو محجوز لرسول الله محمدا صلى الله عليه وسلم
{وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً } الإسراء79
ادنى من المقام المحمود
2- جنة النعيم
يدخلها صنفان من عباد الله اولهم المقربون
قال تعالى :
{وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ } أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ{} فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ{}
الصنف الثاني الذي يدخلها عباد الله المخلصين
قال تعالى في سورة الصافات :
إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ{40} أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ{41} فَوَاكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ{42} فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ{43}

من المقربين مثلا عيسى عليه السلام
قال تعالى :
{إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ }
آل عمران45

ومن عباد الله المخلصين النبي يوسف عليه السلام
{ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ } يوسف24

ابونا ابراهيم الخليل عليه السلام
إذ طلب من الله جنة النعيم بالإسم
قال تعالى
{وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ }
الشعراء85

ولكن بين المقربين والمخلصين في جنات النعيم مزايا كبيرة ومختلفة
لنلاحظ الميزات بين المقربين والمخلصين
في جنة النعيم عن المقربين
قال تعالى
عَلَى سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ{15} مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ{16}
أي سرر مرصع بالجواهر ومزخرفة
عن المخلصين قال تعالى في سورة الصافات
( عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ )0
ليس فيه زخرفة
عن المقربين قال تعالى
( يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ )0
{17} بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ{18}

وهذا منتهى الضيافة الأكواب والأباريق مع الكأس يشرب مرة ويعيد الكرة
عن المخلصين
قال تعالى ( يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِن مَّعِينٍ )
دون اباريق واكواب
عن المقربين قال تعالى
( وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ{20} )
أي كل ما يطلبونه ويختارونه من الفاكهة موجود عن المخلصين
قال تعالى ( فَوَاكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ }
ليس لهم الخيار فواكه محددة
عن المقربين قال تعالى
( وَحُورٌ عِينٌ{22} كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ{23})
عن المخلصين قال تعالى
( كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ{49})
أنظر أخي من الذين يدخلون جنات النعيم أيضا

الشيى العجيب في القرآن الكريم وهذه رسالة يجب أن ننقلها للأديان الأخرى
أن كل انسان غير مسلم ويسلم ويؤمن يدخله الله جنة النعيم علما أننا المسلمون ندخل أدنى منها
قال تعالى
{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ }
المائدة65

أدنى من جنة النعيم
هناك الغرفة
ويجب على الإنسان أن يحقق 22 شرط
كي يدخلها في سورة الأنعام عشرة شروط
قال تعالى
(قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ0000)
إلى آخر الآية 152
وهناك 12 شرط وردت في سورة الفرقان
قال تعالى :
(وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً{63} وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً
{64} وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً{65} الى آخر الاية 74 ....أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَاماً )

بقى لدينا اربع جنان فردوس – عدن – الخلد – المأوى

وللحصول على جنة الفردوس
وضع الله تعالى ستة شروط
إذ قال في سورة المؤمنون
(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ{1} الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ{2} وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ{3} وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ{4} وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ{5} إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ{6} فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ{7} وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ{8} وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ{9} أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ{10} الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ{11} )

ادنى من الفردوس جنات عدن تلتقي فيها كل أفراد الأسرة
قال تعالى
{جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ }
الرعد23
وهناك مقارنة رائعة بين جنان أربع وردت في سورة الرحمن

ومن خاف مقام ربه يأخذ اربع جنان
قال تعالى (من خاف مقام ربه جنتان )
وبعد ذكر المواصفات قال تعالى (ومن دونهما جنتان)

اصبح العدد اربع واذا وقفنا عند ومن دونهما جنتان وبدانا
نقارن كل ميزة ذكرها في الجنتين العلويتين كررها في الجنتين الدونيين ولكن بمواصفات أدنى

وتستطيع أخي و أختي تعرف هذه الميزات في سورة الرحمن
من الاية 46 إلى آخر الآيات

ولذلك قال رسولنا الكريم
صلى الله عليه وسلم
إذا سألتم الله فسألوه الفردوس
ويكفي الانسان ان يكون قلبه سليم حتى يدخل الجنة
جعلني الله وإياكن ممن يرثون الفردوس الأعلى
آمين آمين

اللهم اجعلنا من ورثة جنتك وأهلا لنعمتك وأسكنا قصورها برحمتك وارزقنا
فردوسك الأعلى حنانا منك ومنا
و ان لم نكن لها أهلا فليس لنا من العمل
ما يبلغنا هذا الأمل الا حبك وحب رسولك
صلى الله عليه وسلم
واخيرا
( فيها ما لا عين رأت ، ولا اذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر )
والحمد لله رب العالمين


prince-25-dz


14:52 - 2014/10/19



بارك الله فيك أخي الكريم

عندما يقرأ الانسان هده الأسطر ترتفع همته للعمل للأخرة

محبة التوحيد


21:45 - 2014/10/19



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وغفر لك ورزقك من حيث لا تحتسبين
أحسنت وأحسن الرحمن إليك يا طيبة
الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ووفقك الله لما يُحب ويَرضى

1 – نهر البيدخ أو البيدح ( بالحاء والخاء ) :
روى الإمام أحمد من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعجبه الرؤيا الحسنة ، وربما قال : رأى أحدٌ منكم رؤيا ؟ فإذا رأى الرؤيا الرجل الذي لا يعرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل عنه ، فإن كان ليس به بأس كان أعجب لرؤياه إليه ، فجاءت إليه امرأة ، فقالت : يا رسول الله رأيت كأني دَخَلَتْ الجنة فَسَمِعَتُ وَجْبَة ارْتَجَّتْ لها الجنة : فلان بن فلان وفلان بن فلان . حتى عَدَّتْ أثنى عشر رجلا ، فجئ بهم عليهم ثياب طُلْس تَشْخَبُ أوْدَاجُهم دَماً ، فقيل : اذهبوا بهم إلى نهر البيدخ - أو البيدح - فَغُمِسُوا فيه فَخَرَجُوا منه وجوههم مثل القمر ليلة البدر ، ثم أُتُوا بكراسي من ذهب ، فقعدوا عليها ، وأُتُوا بِصَحْفَة فأكلوا منها ، فما يَقلبونها لِشِقٍّ إلاّ أكلوا فاكهةً ما أرادوا .
وجاء البشير من تلك السَّرِيّة ، فقال : كان من أمرنا كذا وكذا ، وأُصِيبَ فلان وفلان حتى عَدَّ اثني عشر رجلا الذين عَدَّتِ المرأة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عليَّ بالمرأة . فجاءت ، قال : قُصِّي على هذا رؤياك . فَقَصَّتْ ، فقال : هو كما قالتْ !

قال محققو المسند : إسناده صحيح على شرط مسلم ، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان – وهو ابن المغيرة – فمِن رِجال مسلم ، وروى له البخاري تعليقا ومقروناً .

2 – نهر بارق :
روى الإمام أحمد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الشهداء على بارق نهر بباب الجنة ، في قُبة خضراء ، يَخْرُج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشيا .
قال محققو المسند : إسناده حسن ، ابن إسحاق صرّح بالتحديث ، وباقي رجاله رجال الصحيح .

3 - سدرة المنتهى
جاء ذِكرها في القرآن .
قال تعالى : (وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى) .
وفي أحاديث الإسراء والمعراج : ثم انْطَلَق بي حتى انْتَهَى بي إلى سدرة المنتهى ، وغشيها ألوان لا أدري ما هي ، ثم أُدْخِلْتُ الجنة ، فإذا فيها حبايل اللؤلؤ ، وإذا ترابها المسك . رواه البخاري ومسلم .

وفي حديث أنس رضي الله عنه : ورُفِعَتْ لي سدرة المنتهى ، فإذا نَبقها كأنه قلال هجر ، وورقها كأنه آذان الفيول ، في أصلها أربعة أنهار ، نهران باطنان ، ونهران ظاهران ، فسألت جبريل ، فقال : أما الباطنان ففي الجنة ، وأما الظاهران النيل والفرات . رواه البخاري ومسلم .

وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال : لما أُسْرِيَ برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى به إلى سدرة المنتهى ، وهي في السماء السادسة ، إليها يَنتهي ما يُعرج به من الأرض فيُقبض منها ، وإليها ينتهي ما يُهبط به من فوقها فيُقبض منها . قال : (إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى) قال : فَرَاش من ذهب . رواه مسلم .

قال النووي : سُمِّيتْ " سدرة المنتهى " لأن علم الملائكة ينتهي إليها ، ولم يجاوزها أحد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم .

4 – صِفة الرِّجَال :
روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر ، ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة ، لا يَبُولون ولا يتغوّطون ، ولا يَتْفُلون ولا يمتخطون ، أمشاطهم الذهب ، ورشحهم المسك ، ومجامرهم الألوة ، وأزواجهم الحور العين ، على خَلق رجل واحد ، على صورة أبيهم آدم ، ستون ذراعا في السماء .

وروى الإمام أحمد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يدخل أهل الجنة الجنة جُرْداً مُرْداً ، بِيضا جِعادا مُكَحّلين ، أبناء ثلاث وثلاثين ، على خلق آدم ، سِتّون ذراعا ، في عرض سبع أذرع .
وقال محققو المسند : حديث حسن بِطُرُقِه وشواهِده ، دون قوله : " في عرض سبع أذرع " فقد تفرّد بها علي بن زيد – وهو ابن جدعان – وهو ضعيف .

وعند الترمذي من حديث معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يدخل أهل الجنة الجنة جُردا مُردا مُكحّلين ، أبناء ثلاثين ، أو ثلاث وثلاثين سنة .

قال ابن القيم :
ذا وسِنّهم ثلاث مع = ثلا ثين التي هي قوة الشبان
وصغيرهم وكبيرهم في ذا = على حد سواء ما سوى الولْدَان
ولقد روى الخدري أيضا أنهم = أبناء عَشر بعدها عَشْران
وكلاهما في الترمذي وليس ذا = بتناقض بل ها هنا أمران
حَذْف الثلاث ونَيّف بعد العقود = وذكر ذلك عندهم سِيّان
عند اتساع في الكلام فعندما = يأتوا بتحرير فـ بالميزان

وقال :
والطول طول أبيهم سِتّون = لكن عرضهم سبع بلا نقصان
الطول صحّ بغير شَكّ في = الصحيحين اللذين هما لنا شمسان
والعَرْضُ لم ولا يخفى التناسب بين = هذا العرض والطول البديع الشان
كل على مقدار صاحبه وذا = تقدير مُتْقِن صنعة الإنسان

ويُراجَع كتاب " روحٌ وريحان من نعيم الجنان " وهو اختصار لـ " حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح " لابن القيم .. اختصره وخرّج أحاديثه : عبد الحميد الدخاخني .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
وفقنا الله و إياك لما يحبه و يرضاه أختي الكريمة
شكرا لكِ على ما جئت به من توضيح عن
الجنة و أنواعها و ما بها مما وَعد الله عز و جل المتقون به

بارك الله فيك


بارك الله فيك لكن اين الوسيلة والفضيلة
----
*