الحاشية رقم: 1
5699 - ( وعن عمر ) - رضي الله عنه - ( قال : قام فينا ) أي خطيبا ( رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - مقاما ) أي قياما عظيما ( فأخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم ، وأهل النار منازلهم ) أي فبين المبدأ والمعاد ، وتوضيحه أنه - صلى الله تعالى عليه وسلم - بين أحوال الأمم كلهم إلى وقت دخول الجنة ، وعين أحوال أمته مما يجري عليهم من الخير والشر إلى أن يدخل أهل الجنة منهم الجنة ، وأهل النار النار . ( حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه ) قال الطيبي - رحمه الله - : حتى غاية أخبرنا أي أخبرنا مبتدئا من بدء الخلق حتى انتهى إلى دخول أهل الجنة الجنة ، ووضع الماضي موضع المضارع مبالغة للتحقيق المستفاد من قول الصادق الأمين .
وقال العسقلاني : أي أخبرنا عن المبدأ شيئا بعد شيء إلى أن انتهى الإخبار عن حال الاستقرار في الجنة والنار ، ودل ذلك على أنه أخبر في المجلس الواحد بجميع أحوال المخلوقات من المبدأ والمعاد والمعاش ، وتيسير إيراد ذلك كله في مجلس واحد من خوارق العادة أمر عظيم . ( رواهالبخاري ) .
التحليل الموضوعي
5700 - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " إن الله تعالى كتب كتابا قبل أن يخلق الخلق : إن رحمتي سبقت غضبي ; فهو مكتوب عنده فوق العرش . متفق عليه
الحاشية رقم: 1
5700 - ( وعن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - يقول : " إن الله كتب ) أي أثبت أو أمر أن يكتب الملائكة ( كتابا ) أي مكتوبا وهو اللوح ، أو كتب كتابة مستقلة ( قبل أن يخلق الخلق : إن رحمتي ) بكسر الهمزة وفتحها ( سبقت غضبي ) أي غلبت ، كما في رواية ، والمعنى غلبت الرحمة بالكثرة في متعلقها على الغضب ، والحاصل أن إرادة الخير والنعمة والمثوبة منه سبحانه لعباده أكثر من إرادة الشر والنقمة والعقوبة ؛ لأن الرحمة عامة ، والغضب خاص ، كما حقق في قوله : الرحمن الرحيم حيث قيل : رحمة الرحمن عامة للمؤمن والكافر ، بل لجميع الموجودات ؛ ولذا لا يطلق الرحمن على غيره سبحانه ، فإذا عرفت هذا فالكسر على الحكاية ، ويكون لفظة " إن " من جملة المكتوب ، والفتح على أنها بدل من كتابا ، وعلى كل فالمكتوب إنما هو هذه الجملة ، ويؤيده قوله : ( فهو مكتوب عنده فوق العرش ) والمعنى أنه مكتوب عن سائر الخلائق مرفوع عن حيز الإدراك ، وقيل : معناه أنه مثبت في علمه سبحانه ، وأما اللوح المحفوظ فقد يطلع على بعض معلوماته من أراد الله من ملائكته وأنبيائه وخلص أوليائه من أرباب الكشوف ، لا سيما إسرافيل عليه السلام ، فإنه موكل عليه ويأخذ الأمور منه ، فيأمرجبريل وميكائيل وعزرائيل عليهم الصلاة والسلام كلا بما هو من جنس عمله على ما ورد في بعض الأخبار والآثار ، وأما على قول من فسر الكتاب هنا باللوح المحفوظ أو القضاء الإجمالي والتفصيلي ، فيتعين الكسر على الاستئناف ، اللهم إلا أن تجعل هذه الجملة المستفادة من الحكمة الإجمالية زبدة في اللوح المحفوظ ، وعمدة ما فيه من أنواع الحظوظ .
قال التوربشتي - رحمه الله - : يحتمل أن يكون المراد بالكتاب اللوح المحفوظ ، ويكون معنى قوله : فهو مكتوب عنده ، فعلم ذلك عنده ، ويحتمل أن يراد منه القضاء الذي قضاه ، وعلى الوجهين فإن قوله : فهو عنده فوق العرش تنبيه على كينونته مكنونا عن سائر الخلائق ، مرفوعا عن حيز الإدراك ، ولا تعلق لهذا القول بما يقع في النفوس من التصورات تعالى عن صفات المحدثات فإنه هو المباين عن جميع خلقه المتسلط على كل شيء بقهره وقدرته . وفي سبق الرحمة بيان أن قسط الخلق هاهنا أكثر من قسطهم من الغضب ، وأنها تنالهم من غير استحقاق ، وأن الغضب لا ينالهم إلا باستحقاق ، ألا يرى أنها تشمل الإنسان جنينا ورضيعا وفطيما وناشئا من غير أن يصدر منه طاعة استوجب بها ذلك ، ولا يلحقه الغضب إلا بما يصدر عنه من المخالفات ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم ، فلله الحمد على ما ساق إلينا من النعم قبل استحقاقها .
قال الطيبي - رحمه الله - : يحتمل {والاحتمال في الاستدلال يجعل الدليل متشابه ظني لا تقوم به حجة والاستدلا به كعدمه هكذا في كل ما يقال فيه يحتمل عند أي عالم أو فقيه ومن الذين أكثروا من وفي الاحتمالات هم أصحاب التأويل مع الطيبي صاحب التعليق هنا وغيره ومنهم بالطبع النووي } أن تكون أن مفتوحة بدلا من كتابا ، ومكسورة حكاية لمضمون الكتاب ، وهو على وزن قوله تعالى : كتب ربكم على نفسه الرحمة أي أوجب وعدا أن يرحمهم قطعا بخلاف ما يترتب عليه مقتضى الغضب ، فإن الله تعالى غفور كريم يتجاوز عنه بفضله قلت المدون هذا إن شاء الله فإن لم يعفو سبحانه فانتقامه سبحانه أليم شديد أجارنا الله من انتقامه، قلت وأنشد الطيبي :
وإني إذا أوعدته أو وعدته لمخلف إيعادي ومنجز موعديفالمراد بالسبق هنا القطع لوقوعها . قلت : لا بد وأن يخص بالمؤمنين ممن تعلق المشيئة بمغفرتهم وسبق الإرادة برحمتهم ، وإلا فعذاب الكافر مقطوع الوقوع ، بل واجب الحصول ؛ لقوله تعالى : إن الله لا يغفر أن يشرك به والتخلف في خبره غير جائز قطعا اضغط هذا الرابط http://thelawofdivinetruth1.blogspot.com/2018/09/blog-post_11.html، وقد حررت هذه المسألة في خصوص رسالة سميتها بـ " القول السديد في خلق الوعيد " . ( متفق عليه )
وعن عائشة - رضي الله عنها - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : خلقت الملائكة من نور ، وخلق الجان من مارج من نار ، وخلق آدم مما وصف لكم " . رواه مسلم .
الحاشية رقم: 1
5701 - ( وعن عائشة ) - رضي الله عنها - ( عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال : خلقت الملائكة من نور ، وخلق الجان ) أي جنسهم . قال النووي - رحمه الله - : الجان : الجن ، وقال شارح : يعني أبا الجن ، وهو المناسب لمقابلته بآدم ، ثم قيل : المراد به إبليس ( من مارج من نار ) أي لهب مختلط بسواد دخان النار . قال تعالى : وخلق الجان من مارج من نار ، وقال : والجان خلقناه من قبل من نار السموم (وخلق آدم ) بصيغة المجهول كما قبله ( مما وصف لكم ) على بناء المفعول أي مما بينه الله لكم في قوله : خلقه من تراب ، وقوله : خلق الإنسان من صلصال كالفخار ، وقوله : ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأ مسنون ، وقوله : إني خالق بشرا من طين . ولعل كثرة ما ورد في حقه مع اشتهارها ما أوجبت الإبهام في قوله : مما وصف لكم . ( رواه مسلم ) وكذا أحمد . وروى الحكيم الترمذي ، وابن عدي في ( الكامل ) بسند حسن عن أبي هريرة مرفوعا : ( خلق الله آدم من تراب الجابية وعجنه بماء الجنة ) . والجابية على ما في القاموس : قرية بدمشق ، وبابالجابية من أبوابها . وروى ابن عساكر عن أبي سعيد مرفوعا ( خلقت النخلة والرمان والعنب من فضل طينة آدم ) . وروى الطبراني عن أبي أمامة مرفوعا ( خلق الحور العين من الزعفران ) . وروى الحكيم الترمذي ، وابن أبي الدنيا في ( مكايد الشيطان ) وأبو الشيخ في ( العظمة )وابن مردويه عن أبي الدرداء رفعه : ( خلق الله عز وجل الجن ثلاثة أصناف : صنف حيات وعقارب وخشاش الأرض ، وصنف كالريح في الهواء ، وصنف عليهم الحساب والعقاب ، وخلق الله الإنس ثلاثة أصناف : صنف كالبهائم ، وصنف أجسادهم أجساد بني آدم وأرواحهم أرواح الشياطين ، وصنف في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله ) . وفي قوله : وصنف عليهم الحساب والعقاب إيماء إلى قول أبي حنيفة وتوقفه في حق الجن بالثواب ، والله تعالى أعلم بالصواب .
وعن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " لما صور الله آدم في الجنة تركه ما شاء أن يتركه ، فجعل إبليس يطيف به ينظر ما هو ، فلما رآه أجوف عرف أنه خلق خلقا لا يتمالك " . رواه مسلم .
الحاشية رقم: 1
5702 - ( وعن أنس أن رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - قال : " لما صور الله آدم في الجنة تركه ما شاء الله أن يتركه ) أي في الجنة . قال التوربشتي - رحمه الله - : أرى هذا الحديث مشكلا جدا ، فقد ثبت بالكتاب والسنة أن آدم خلق من أجزاء الأرض ، وقد دل على أنه أدخل الجنة وهو بشر حي ، ويؤيده المفهوم من نص الكتاب : وقلنا ياآدم اسكن أنت وزوجك الجنة قال شارح ، قيل : يحتمل أن تكون الكلمتان أعني في الجنة سهوا من بعض الرواة أخطأ سمعه فيهما .
قال القاضي - رحمه الله - : الأخبار متظاهرة على أنه تعالى خلق آدم من تراب قبض من وجه الأرض ، وخمر حتى صار طينا ، ثم تركه حتى صار صلصالا ، وكان ملقى بين مكة والطائف ببطن نعمان ، وهو من أودية عرفات ، ولكن ذلك لا ينافي تصويره في الجنة لجواز أن تكون طينته لما خمرت في الأرض وتركت فيها حتى مضت عليها الأطوار ، واستعدت لقبول الصورة الإنسانية حملت إلى الجنة وصورت ، ونفخ فيها الروح . وقوله تعالى : ياآدم اسكن أنت وزوجك الجنة لا دلالة له أصلا على أنه أدخل الجنة بعد ما نفخ فيه الروح ، إن المراد بالسكون الاستقرار والتمكن ، والأمر به لا يجب أن يكون قبل الحصول في الجنة ، كيف وقد تظاهرت الروايات على أن حواء خلقت من آدم في الجنة ، وهي أحد المأمورين ، ولعل آدم عليه الصلاة والسلام لما كانت مادته التي هي البدن من العالم السفلي ، وصورته التي بها يتميز عن سائر الحيوانات ويضاهي بها الملائكة من العالم العلوي أضاف الرسول - صلى الله تعالى عليه وسلم - تكون مادته إلى الأرض ، لأنها نشأت منها ، وأضاف حصول صورته إلى الجنة لأنها وقعت فيها . ( فجعل إبليس ) أي فشرع من كمال تلبيسه ( يطيف به ) يضم حرف المضارعة .
قال النووي - رحمه الله - تعالى : طاف بالشيء يطوف طوفا وطوافا ، وأطاف به يطيف إذا استدار حوله ( ينظر ما هو ) استئناف بيان أو حال ، أي يتفكر في عاقبة أمره ، ويتأمل ماذا يظهر منه ، ( فلما رآه أجوف ) وهو من له جوف ( عرف أنه خلق خلقا لا يتمالك ) أي لا يتقوى بعضه ببعض ، ولا قوة ولا ثبات ، بل يكون متزلزل الأمر ، متغير الحال ، متعرضا للآفات . والتمالك : التماسك . وقيل : المعنى لا يقدر على ضبط نفسه من المنع عن الشهوات ، وقيل : لا يملك دفع الوسواس عنه . وقيل : لا يملك نفسه عند الغضب .
وقال النووي - رحمه الله - : الأجوف في صفة الإنسان مقابل للصمد في صفة الباري ، قيل : السيد سمي بالصمد ؛ لأنه يصمد إليه في الحوائج ويقصد إليه في الركائب ، من صمدت الأمر إذا قصدته . وقيل : إنه المنزه عن أن يكون بصدد الحاجة أو في معرض الآفة ، مأخوذ من الصمد بمعنى المصمد ، وهو الذي لا جوف له ، فالإنسان مفتقر إلى الغير بقضاء حوائجه ، وإلى الطعام والشراب ليملأ جوفه ، فإذن لا تماسك له في شيء ظاهرا وباطنا . أقول : ولعل جنس الجن ليسوا على صفة الأجوفية ليتم الاستدلال بالهيئة المخصوصة الإنسانية . ( رواه مسلم ) .
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " اختتن إبراهيم النبي وهو ابن ثمانين سنة بالقدوم " . متفق عليه .
الحاشية رقم: 1
5703 - ( وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله تعالى وسلم - : " اختتن إبراهيم النبي ) أي نفسه عليه الصلاة والسلام بأمر الملك العلام حيث قال تعالى : وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن ( وهو ) أي والحال أنه ( ابن ثمانين سنة " وفي الموطأ ابن مائة وعشرين سنة . قيل : والأول هو الصحيح ، كذا ذكره الأكمل في شرح المشارق ( بالقدوم ) بفتح القاف وضم الدال المخففة . وفي نسخة تشديدها . قال صاحب القاموس : القدوم آلة للنحر ، وموضع اختتن به إبراهيم عليه الصلاة والسلام وقد تشدد داله . وقال الطيبي - رحمه الله - : القدوم بالتخفيف آلة النجار ، معروفة ، وبالتشديد اسم موضع ، وقيل : هو بالتخفيف أيضا ، هكذا في جامع الأصول ، وفي كتاب الحميدي . قال البخاري - رحمه الله - : قال أبو الزناد ، وهو راوي الحديث : اختتن إبراهيم بالقدوم مخففة . قال التوربشتي - رحمه الله - : ومن المحدثين من يشدد وهو خطأ . وقالالنووي - رحمه الله - : القدوم وقع في رواية البخاري الخلاف في التشديد والتخفيف ، ويقال لآلة النجار قدوم بالتخفيف لا غير ، وأما القدوم مكان بالشام فيه التشديد والتخفيف ، فمن رواه بالتشديد أراد القرية ، ورواية التخفيف يحتمل القرية والآلة ، والأكثرون على التخفيف ( متفق عليه ) . ورواه أحمد .
وعنه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات : ثنتين منهن في ذات الله . قوله : إني سقيموقوله بل فعله كبيرهم هذا ، وقال : بينا هو ذات يوم وسارة ، إذ أتى على جبار من الجبابرة ، فقيل له : إن هاهنا رجلا معه امرأة من أحسن الناس فأرسل إليه ، فسأله عنها : من هذه ؟ قال : أختي : فأتى سارة ، فقال لها : إن هذا الجبار إن يعلم أنك امرأتي يغلبني عليك ، فإن سألك فأخبريه أنك أختي لأنك أختي في الإسلام ليس على وجه الأرض مؤمن غيري وغيرك ، فأرسل إليها ، فأتي بها ، قام إبراهيم يصلي ، فلما دخلت عليه ، ذهب يتناولها بيده . فأخذ - ويروى فغط - حتى ركض برجله ، فقال : ادعي الله لي ولا أضرك ، فدعت الله فأطلق ، ثم تناولها الثانية ، فأخذ مثلها أو أشد ، فقال : ادعي الله لي ولا أضرك ، فدعت الله فأطلق ، فدعا بعض حجبته ، فقال : إنك لم تأتيني بإنسان ، إنما أتيتني بشيطان ، فأخدمها هاجر فأتته وهو قائم يصلي فأومأ يده مهيم ؟ قالت : رد الله كيد الكافر في نحره ، وأخدم هاجر " . قال أبو هريرة : تلك أمكم يا بني ماء السماء متفق عليه .
الحاشية رقم: 1
5704 - ( وعنه ) أي : عن أبي هريرة ( قال : قال رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم : " لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات " ) : بفتح الذال ، وفي نسخة بكسرها . قال ميرك نقلا عن الشيخ : هو اسم لا صفة لأنك تقول كذب كذبة ، كما تقول ركع ركعة ، ولو كان صفة لسكن في الجمع ، وقال أبو البقاء : الجيد أن يقال بفتح الذال في الجمع ، أقول : ولعل وجهه أن المصدر جاء بالفتح والكسر على ما يفهم من القاموس ، لكن لما كان الفتح مخصوصا بالمعنى الاسمي بخلاف الكسر ، فإنه مشترك بين الاسم والمصدر كان الفتح أجود ، هذا وقد أورد على الحصر ما رواه مسلممن ذكر قول إبراهيم في الكوكب هذا ربي وأجيب : بأنه في حالة الطفولية ، وهي ليست زمان التكليف ، أو المقصود منه الاستفهام للتوبيخ والاحتجاج . قال المازري : أما الكذب على الأنبياء فيما هو طريق البلاغ عن الله عز وجل ، فالأنبياء معصومون منه ، سواء قل أو كثر ، فإن تجويزه منهم يرفع الوثوق بأقوالهم لأن منصب النبوة يرتفع عنه ، وأما ما لا يتعلق بالبلاغ ، ويعد من الصغائر كالكذبة الواحدة في حقير من أمر الدنيا ، ففي إمكان وقوعه منهم ، وعصمتهم منه القولان المشهوران للسلف والخلف . قال عياض : الصحيح أن الكذب لا يقع منهم مطلقا ، وأما الكذبات المذكورات ، فإنما هي بالنسبة إلى فهم السامع لكونها في صورة الكذب ، وأما في نفس الأمر فليست كذبات . قلت : ووافقه شارح من علمائنا حيث قال : إنما سماها كذبات وإن كانت من جملة المعاريض لعلو شأنهم عن الكناية بالحق ، فيقع ذلك موقع الكذب عن غيرهم ، أو لأنها لما كانت صورتها صورة الكذب سميت كذبات ، وقال الأكمل في ( شرح المشارق ) : يحتمل أن يراد بها حقيقة الكذب ، لأن الاستثناء من النفي إثبات ، فيحتاج إلى العذر بأن الكذب للإصلاح جائز ، فما ظنك في دفع ظلم الظالمين ؟ قال ابن الملك : كيف يحتمل ذلك ، مع كلام إبراهيم عليه الصلاة والسلام قرينة حالية ومقالية دالة على أنه تجوز فيه ، ولم يرد ظاهره ألا يرى أن من جملة كذباته قوله لسارة : إنك أختي في الإسلام ، فقوله في الإسلام قرينة على أنه لم يرد به الأخت في النسب ، وقوله : ( بل فعله كبيرهم ) فإن استحالة صدور الفعل من الجد قرينة على أنه مؤول أو مجوز فيه ، فلا يكون كذبا . قلت : ولا سيما فيه قول بالموقف على بل فعله والابتداء بقوله : كبيرهم هذا . ( ثنتين منهن ) : بدل من " ثلاث كذبات " ( في ذات الله ) أي : لأجل الله تعالى ، أو من أمر الله ، أو فيما يتعلق بتنزيه ذاته عن الشرك ، أو يراد به القرآن أي : في كلامه ، وعبر به عنه لما لم ينفك عن المتكلم ، كما هو رأي الأشعري كذا ذكره ابن الملك ، وتوضيحه ما قال شارح أي : في أمر الله وما يختص به ، إذ لم يكن إبراهيم نفسه فيه أرب ، لأنه قصد بالأولى أن يتخلف عن القوم بهذا العذر فيعمل بالأصنام ما فعل ، وبالثانية إلزام الحجة عليهم بأنهم ضلال سفهاء في عبادة ما لا يضر ولا ينفع ، وقيل : يحتمل حذف المضاف أي : في كلام ذات الله يعني أن اثنتين مذكورتان في كلام الله تعالى دون الثالثة ، وهي قوله لسارة : هي أختي .
قال النووي : وهذه أيضا في ذات الله تعالى لأنها سبب دفع كافر ظالم عن مواقعة فاحشة عظيمة لا يرضى بها الله تعالى ، وإنما خص الاثنتين بأنهما في ذات الله تعالى لكون الثالثة تضمنت نفعا له ودفعا لحرمه ، هذا وفي " المغرب " : ذو بمعنى الصاحب يقتضي شيئين موصوفا ومضافا إليه ، وتقول للمؤنث : امرأة ذات مال ، ثم اقتطعوها عن مقتضاها ، وأجروها مجرى الأسماء التامة المستقلة بأنفسها غير المقتضية لما سواها . فقالوا : ذات قديمة أو محدثة ، ونسبوا إليها من غير تغيير علامة التأنيث ، فقالوا : الصفات الذاتية واستعملوها استعمال النفس والشيء عن أبي سعيد : كل شيء ذات وكل ذات شيء .
قال الطيبي - رحمه الله - قوله : في ذات الله أي : في الدفع عن ذات الله ما لا يليق بجلاله ، ويدل عليه ما جاء في حديث آخر ما فيها كذبة إلا ما حل عن دين الله أي : خاصم وجادل وذب عن دين الله ، وهو بمعنى التعريض لأنه نوع من الكناية ، ونوع من التعريض يسمى الاستدراج ، وهو إرخاء العنان مع الخصم في المجاراة ليعثر حيث يريد تبكيته ، فسلك إبراهيم عليه الصلاة والسلام مع القوم هذا المنهج فحينئذ . ( " قوله " ) : بالرفع وفي نسخة بالجر إني سقيم : وذلك عندما طلبوا منه عليه الصلاة والسلام أن يخرج معهم إلى عيدهم ، فأراد أن يتخلف عنهم للأمر الذي هم به فنظر نظرة إلى النجوم فقال : إني سقيم ، وفيه إتمام منه أنه استدل بأمارة علم النجوم على أنه سقيم ليتركوه ، فيفعل بالأصنام ما أراد أن يفعل ، أو سقيم القلب لما فيه من الغيظ باتخاذكم النجوم آلهة ، أو بعبادتكم الأصنام . ( وقوله ) : بالوجهين ، وهو حين كسر عليه الصلاة والسلام أصنامهم إلا كبيرها ، وعلق الفاس في عنقه بل فعله كبيرهم هذاأي : فاسألوهم إن كانوا ينطقون يعني : إن كان لهم نطق ، ففيه تنبيه نبيه على أن الإله الذي لا يقدر على دفع المضرة عن نفسه ، فكيف يرجى منه دفع الضرر عن غيره ؟ وإيماء إلى أن العاجز عن النطق لا يصلح للألوهية ، فإن الإله من هو منعوت بصفات الكمال من أسماء الجلال والجمال .
( وقال ) أي : النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - في بيان الثالثة ( بينا هو ) أي : ( إبراهيم عليه الصلاة والسلام متوجه إلى الشام ( ذات يوم ) أي : بعد هلاك نمرود ( وسارة ) : عطف على هو ، وهي بنت عمه ( إذ أتى ) أي : مر إبراهيم ( على جبار من الجبابرة ) أي : ظالم مسلط . قال الطيبي - رحمه الله : أتى جواب بينا أي : بينا هما يسيران ذات يوم ، إذ أتيا على بلد جبار من الجبابرة فوشي بهما ، ( فقيل له ) أي : للجبار ( إن هاهنا ) أي : في بلدنا هذا ( رجلا معه امرأة من أحسن الناس ) أي : صورة ( فأرسل ) أي : رسولا ( إليه ) أي : إلى إبراهيم يطلبه فذهب إليه ، ( قال عنها ) أي : عن جهتها ( من هذه ) ؟ أي : من تكون هذه المرأة التي معك .
قال الطيبي - رحمه الله : من هذه بيان للسؤال أي : سأل الجبار بهذا اللفظ ( قال : أختي ) : في الإسلام ، وقيل : كان كاذبا وكان جائزا بل واجبا في دفع الظالم على ما شرح مسلم ، لكن حمله على التعريض أولى ، فإنه - صلى الله تعالى عليه وسلم - قال على ما رواه ابن عدي ، وعنعمران بن حصين : إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب ، مع أن نفس قوله : أختي لا يخلو عن تعريض ما حيث لم يقل هذه أختي أو هي أختي . ( فأتى ) أي : إبراهيم ( سارة فقال لها : إن هذا الجبار إن يعلم ) : إن شرطية أي : إن علم ( أنك امرأتي يغلبني عليك ) أي : في أخذك بالظلم عني ( فإن سألك ) أي : عن نسبك ونسبتك على تقدير إرساله إليك ووصولك عنده ( فأخبريه أنك أختي ) أي : على طريق التعلق كما فعلته ( فإنك أختي في الإسلام ) أي : حقيقة بلا مشاركة لأحد غيرنا في هذا المقام كما بينه بقوله : ( ليس ) أي : موجود ( على وجه الأرض مؤمن غيري وغيرك ) .
قال الطيبي - رحمه الله : يريد به قوله تعالى : إنما المؤمنون إخوة . بمعنى أن الإعلان قد عقد بين أهله السبب القريب والنسب اللاحق ما يفضل الأخوة في النسب السابق ، وليس أحد أحق بهذا الحق العقد مني ومنك الآن ، لأنه ليس على وجه الأرض مؤمن غيري وغيرك انتهى . واستشكل بكون لوط عليه الصلاة والسلام يشاركها في الإيمان كما قال تعالى : فآمن له لوط ويمكن أن يجاب بأن مراده بالأرض هي التي وقع فيها ما وقع له ، ولم يكن معه لوط إذ ذاك . ذكره العسقلاني - رحمه الله - ثم قيل : كان من أمر ذلك الجبار الذي يتدين
به في الأحكام السياسية أن لا يتعرض إلا لذوات الأزواج ، ويرى أنها إذا اختارت الزوج ، فليس لها أن تمتنع من السلطان ، بل يكون هو أحق بها من زوجها ، فأما اللاتي لا أزواج لهن ، فلا سبيل عليهن إلا إذا رضين ، ويحتمل أن يكون المراد أنه إن علم ذلك ألزمني بالطلاق ، أو قصد قتلي حرصا عليك ، وقيل : لأن دين الملك أن لا يحل له التزوج والتمتع بقرابات الأنبياء .
( فأرسل ) أي : الجبار ( إليها ) أي : إلى سارة يطلبها ( فأتي بها ) أي : جيء بها إلى الجبار ( قام إبراهيم : استئناف بيان كأن قائلا قال : فماذا فعل بعد ؟ فأجيب : قام إبراهيم ( يصلي ) : حال أو استئناف تعليل أي : ليصلي عملا بقوله تعالى : واستعينوا بالصبر والصلاة كما كان - صلى الله تعالى عليه وسلم - إذا حزبه أمر صلى على ما رواه أحمد ، وأبو داود ، عن حذيفة : ( فلما دخلت ) : بصيغة الفاعل وفي نسخة : أدخلت ( عليه ) أي : على الجبار ( ذهب ) أي : طفق ( يتناول ) أي : يأخذها ويمسها ( بيده ) أي : من غير سؤال وجواب ، أو بعد سؤالها وسماع جوابها ، لكن غلب عليه الميل إليها لكمال حسنها وجمالها . ( فأخذ ) : بصيغة المجهول مخففا أي : حبس نفسه وضغط ، والمراد به الخنق هاهنا . أي : أخذ بمجاري نفسه حتى سمع له غطيط . وقال ابن الملك : فأخذ ببناء المجهول أي : حبس عن إمساكها ، أو عوقب بذنبه ، أو أغمي عليه ، وفي نسخة بتشديد الخاء . قال شارح : ويروى أخذ على بناء المجهول من التأخيذ ، وهو استجلاب قلب شخص برقية أو غيرها ، كالسحر بحيث يصلله خرف أو هيمان أو جنون على ما قال العسقلاني ، ويؤيد رواية التخفيف قول المؤلف : ( ويروى ) أي : بدل يأخذ أو زيادة عليه ( فغط ) : بضم غين معجمة وتشديد طاء مهملة أي : خنق ( حتى ركض برجله ) أي : ضرب برجليه الأرض من شدة الغيظ .
وقال ابن الملك أي : حصر حصرا شديدا . وقيل : الغط هنا بمعنى الخنق . أي : أخذ بمجامع مجاري نفسه حتى يسمع له غطيط نخير وهو صوت بالأنف ، وقال العسقلاني أي : اختنق حتى صار كالمصروع ، ( فقال : ادعي ) أي : سلي ( الله لي ) أي : لأجلي الخلاص ( ولا أضرك ) أي : بالتعرض لك ( فدعت الله فأطلق ) أي : من الأخذ ( ثم تناول ) أي : أراد تناولها ( الثانية ) أي : المرة الثانية ( فأخذ مثلها ) أي : مثل الأخذة الأولى ( أو أشد ) أي : بل أشد منها ( فقال : ادعي الله لي ولا أضرك ، فدعت الله ، فأطلق فدعا بعض حجبته ) : بفتحتين جمع حاجب كطلبة جمع طالب ( فقال : إنك لم تأتيني بإنسان ) أي : حتى أقدر عليها ( إنما أتيتني بشيطان ) أي : حيث لم أقدر عليها ، بل تصرعني ، وتريد أن تهلكني .
قال الطيبي - رحمه الله : أراد به المتمرد من الجني ، وكانوا يهابون الجن ويعظمون أمرهم ، ( فأخدمها هاجر ) أي : جعل الجبار هاجر خادمةلسارة لما رأى كرامتها وقربها عند الله ، أو جبرا لما وقع من كسر خاطرها حيث تعرض لها ، ( فأتته ) أي : إبراهيم ( وهو قائم يصلي ) : وهو إما لعدم إطلاعه على خلاصها استمر على حاله ، أو انكشف له الأمر ، وزاد في العبادة ليكون عبدا شكورا بعدما كان عبدا صبورا ، ويؤيد الأول قوله : ( فأومأ ) : بهمزتين أي : أشار إبراهيم ( بيده ) أي : إلى سارة وهو في الصلاة ( مهيم ) ؟ بفتح فسكون مرتين أي : ما شأنك وما حالك ؟ وهي كلمة يمانية يستفهم بما ، وهاهنا مفسرة للإيماء أي : أومأ بيده بما يفهم منها معناه ، وليست بترجمة لقوله : وإلا لكان من حقه أن يقول : فأومأ بيده وقال : مهيم ؟ ( قالت : رد الله كيد الكافر في نحره ) أي : على صدره ، وهو من قوله تعالى : ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ومن قبيل الدعاء المأثور : اللهم
إنا نجعلك في نحورهم ، ونعوذ بك من شرورهم . ( وأخدم هاجر ) أي : أم إسماعيل عليه الصلاة والسلام قيل : سميت هاجر لأنها هاجرت من الشام إلى مكة . وقيل : كان لا يولد له من سارة ، فوهبت هاجر له وقالت : عسى الله أن يرزقك منها ولدا ، وكان إبراهيم عليه السلام يومئذ ابن مائة سنة ، نقله ابن الملك .
( قال أبو هريرة : تلك ) أي : هاجر ( أمكم ) أي : جدتكم ( يا بني ماء السماء ) قال القاضي - رحمه الله : قيل : أراد بهم العرب ، سموا بذلك لأنهم يتبعون المطر ، ويتمتعون به ، والعرب وإن لم يكونوا بأجمعهم من بطن هاجر ، لكن غلب أولاد إسماعيل على غيرهم ، وقيل : أراد بهمالأنصار لأنهم أولاد عامر بن حارثة الأزدي ، جد نعمان بن المنذر ، وهو كان ملقبا بماء السماء ، لأنه كان يستمطر به ، ويحتمل أنه أراد بهم بني إسماعيل ، وسماهم بذلك لطهارة نسبهم وشرف أصولهم .
قال ابن الملك : وقيل : أشار بهم لكونهم من ولد هاجر ، لأن إسماعيل أنبع الله تبارك وتعالى له زمزم وهي من ماء السماء ، والله سبحانه وتعالى أعلم .
قال الطيبي - رحمه الله - فإن قلت : فإذا شهد له الصادق المصدوق بالبراءة عن ساحة ، فما باله يشهد على نفسه بها من حديث الشفاعة في قوله : وإن كنت كذبت ثلاث كذبات فذكرها ، ثم قال : نفسي نفسي نفسي على أن تسميتها وإنها معاريض بالكذبات إخبار الشيء على خلاف ما هو به ؟ قلت : نحن وإن أخرجناها عن مفهوم الكذبات باعتبار التورية ، وسميناها معاريض ، فلا شك أن صورتها صورة التعويج عن المستقيم ، فالحبيب قصد إلى براءة ساحة الخليل عما لا يليق به ، فسماها معاريض ، والخليل لمح إلى مرتبة الشفاعة هنالك ، وإنها مختصة بالحبيب ، فتجوز بالكذبات . ( متفق عليه ) .
وعنه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال : رب أرني كيف تحيي الموتى ويرحم اللهلوطا ، لقد كان يأوي إلى ركن شديد ، ولو لبثت في السجن طول ما لبث يوسف لأجبت الداعي متفق عليه .
الحاشية رقم: 1
5705 - ( وعنه ) أي : عن أبي هريرة ( قال : قال رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم : نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال : رب أرني كيف تحيي الموتى : تمامه : قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال ابن الملك : أراد - صلى الله تعالى عليه وسلم - أن ما صدر منإبراهيم عليه الصلاة والسلام لم يكن شكا ، بل كان طلبا لمزيد العلم ، وأنا أحق به ، لأنه مأمور بذلك لقوله تعالى : وقل رب زدني علما وأطلق الشك بطريق المشاكلة .
وقال الإمام المزي : معناه لو كان الشك متطرقا إليه ، لكنت أحق به ، وقد علمتم أني لم أشك ، فاعلموا أنه كذلك ، وإنما رجح إبراهيم على نفسه تواضعا ، أو لصدوره قبل أن يعلم أنه خير ولد آدم ، وأما سؤال إبراهيم عليه السلام ، فللترقي من علم اليقين إلى عين اليقين ، أو لأنه لما احتج على المشركين بأن ربه يحيي ويميت طلب ذلك ليظهر دليله عيانا ، وتوضيحه ما قال الخطابي : مذهب هذا الحديث التواضع والهضم من النفس ، وليس في قوله هذا اعتراف بالشك على نفسه ، ولا على إبراهيم ، لكن فيه نفي الشك عن كل واحد منهما يقول : إذا لم أشك أنا ولم أرتب في قدرة الله تعالى على إحياء الموتى ، فإبراهيم أولى بأن لا يشك فيه ولا يرتاب به ، وفيه الإعلام بأن المسألة من قبل إبراهيم لم تعرض من جهة الشك ، لكن من قبل طلب زيادة العلم ، واستفادة معرفة كيفية الإحياء ، والنفس تجد من الطمأنينة بعلم الكيفية ما لم تجده بعلم الأمنية ، والعلم في الوجهين حاصل والثالث مرفوع ، وقد قيل : إنه إنما طلب الإيمان حسا وعيانا ، لأنه فوق ما كان عليه من الاستدلال والمستدل لا تزول عنه الوساوس والخواطر ، فقد قال عليه الصلاة والسلام : ليس الخبر كالمعاينة " انتهى . وفيه أن عدم علم الأنبياء من باب الاستدلال غير ظاهر ، بل علمهم من باب الكشف والمعرفة التامة ، والعلم اليقيني الذي لهم في السرائر بحيث لا يتصور فيه تردد الخواطر ، وتوسوس الضمائر ، نعم مرتبة عين اليقين فوق مرتبة علم اليقين ، وأن هذا لهو حق اليقين والله الموفق والمعين .
وفي بعض ( نسخ المصابيح ) : نحن أحق من إبراهيم بدون قوله بالشك ، ففال شارح له أي : نحن أحق منه بالسؤال الذي سأله يريد به تعظيم أمره ، وأن سؤاله هذا لم يكن لنقصان في عقيدته ، بل لكمال فكرته ، وعلو همته الطالبة لحصول الاطمئنان بالوصول إلى درجة العيان .
قال : وفي بعض الروايات : نحن أحق بالشك من إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، ومعناه ما ذكرناه أي : لم يكن صدور هذا السؤال منه شكا منإبراهيم ، واختلج في صدره ، إذ لو كان الشك يعتريه لنحن أحق بالشك منه ، ولكنا لا نشك ، فكيف يجوز أن يشك هو فيه ؟ أقول : المراد بقوله : نحن ليس صيغة التعظيم ، ليحتاج إلى الاعتذار بأنه قال ذلك تواضعا لإبراهيم ، بل المعنى أن مع أمتي لا تشك في قدرة الله تعالى على إحياء الموتى ، بل نحن معاشر الخلق من سائر الأمم غالبا نعتقد قدرته على الإحياء ، وإبراهيم عليه الصلاة والسلام من أكمل الأنبياء في مرتبة التوحيد ، ومقام التفريد حتى أمرنا بمتابعته على طريقه القويم وسبيله المستقيم ، فكيف يتصور منه الشك ؟ إذ لو جاز عليه الشك ، وهو من المعصومين المتبوعين لجاز لنا بالأولى ، ونحن من اللاحقين التابعين . والحال أنه أراد بالدليل البرهاني نفي الشك عن الخليل الرحماني ، وإيصاله إياه إلى المقام الاطمئناني ، والحال العياني .
( ويرحم الله لوطا ) : قيل : تصدير الكلام هذا الدعاء لئلا يتوهم اعتراء نقص عليه فيما سيأتي من الأنبياء على طريقة قوله تعالى : عفا الله عنك لم أذنت لهم حيث كأنه تمهيد ومقدمة للخطاب المزعج . ( لقد كان يأوي إلى ركن شديد ) ، أي عشيرة قوية . قال ابن الملك : فيه إشارة إلى وقوع تقصير منه . وقال شارح تبعا للقاضي : وكأنه استغرب منه وعده بادرة ، إذ لا ركن أشد من الركن الذي كان يأوي إليه ، وهو عصمة الله وحفظه ، وعندي أن أخذ هذا المعنى من هذا المبنى ليس من طريق الأدب في الإنباء عن الأنبياء ، لأنه - صلى الله تعالى عليه وسلم - إذا كان ينهى عن غيبة أفراد العامة حيا وميتا ، فكيف يتصور أن يذكر في حق نبي مرسل ما يكون موهما لنقص مرتبته ، أو تنزلا عن علو همته ؟ فالمعنى ، والله تعالى أعلم أنه كان بمقتضى الجبلة البشرية في بعض الأمور الضرورية يميل إلى الاستعانة بالعشيرة القوية ، فيجوز لنا مثل ذلك المحال ، فإنا مأمورون بمتابعة أرباب الكمال في التعلق بالأسباب مع الاعتماد على رب الأرباب والله تعالى أعلم بالصواب .
ثم رأيت في ( الجامع الصغير ) ما يقوي المذكور من التقرير والتحرير ، وهو ما رواه الحاكم ، عن أبي هريرة مرفوعا " رحم الله لوطا كان يأوي إلى ركن شديد ، وما بعث الله بعده نبيا إلا في ثروة من قومه " . قلت : ومنه قوله تعالى حكاية عن قوم شعيب عليه الصلاة والسلام : ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز وكذلك نبينا - صلى الله تعالى عليه وسلم - كان معظما ومحميا ومكرما لقربه من أبي طالب وغيره ، وإليه الإيماء في قوله تعالى : ألم يجدك يتيما فآوى ولو لبثت في السجن طول ما لبث يوسف أي : مقدار طول زمن لبثه وجاءني داع بالطلب أو ساع إلى الخروج ( لأجبت الداعي ) . أي ولبادرت الخروج عملا بالجواز . لكن يوسف عليه الصلاة والسلام صبر لحكم تقضيه ذلك ، كما عبر الله سبحانه عنه : فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله إلى آخره وربما وجبته عليه في مرام ذلك المقام ممن قصده البراءة مما اشتهر في حقه من الكلام على ألسنة العوام ، ليقابل صاحب الأمر على جهة التعظيم والإكرام ، ألا ترى أن النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - كان يكلم بعض أمهات المؤمنين في طريق ، فمر عليه صحابي فقال له عليه الصلاة والسلام : " إن هذه فلانة من الأزواج الطاهرات " . فقال : يا رسول الله ، أيظن فيك ظن السوء ؟ فقال : " إن الشيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدم " .
قال التوربشتي - رحمه الله : هو مبني على إحماده صبر يوسف عليه السلام ، وتركه الاستعجال بالخروج عن السجن مع امتداد مدة الحبس عليه ، قال : إن في ضمن هذا الحديث تنبيها على أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ،وإن كانوا من الله بمكان لا ينازلهم فيه أحد ، فإنهم بشر يطرأ عليهم من الأحوال ما يطرأ على البشر ، فلا تعدوا ذلك منقصة ، ولا تحسبوه سيئة . قلت : هذا ما قررناه من قضية سيدنا لوط عليه الصلاة والسلام .
وقال ابن الملك : اعلم أن هذا ليس إخبارا عن نبينا - صلى الله تعالى عليه وسلم - بتضجره وقلة صبره ، بل فيه دلالة علىمدح يوسف عليه السلام ، وتركه الاستعجال بالخروج ليزول عن قلب الملك ما اتهم به من الفاحشة ، ولا ينظر إليه بعين مشكوك . انتهى . وهو بعينه كما ذكرناه على ما لا يخفى ، وقيل : بل فيه إشارة إلى تقصيريوسف عليه السلام ، وذلك من جهة أنه لم يترك الوسائط ، ولم يفوض كل ما آتاه إليه تعالى .
قلت : سبق أن مباشرة الأسباب لا تنافي تفويض الأمر إلى رب الأرباب ، بل قال بعض العارفين : إن مرتبة جمع الجمع هي مباشرة السبب مع ملاحقة عمل الرب ، وقيل : بل فيه إيماء إلى تقصيره من جهة أنه كان رسولا ، ولذا دعا أهل السجن بقوله : أأرباب متفرقون إلخ . ولم يكن له طريق إلى عودة الملك ، فلما وجد إليه سبيلا قدم براءة نفسه مما نسب إليه على حق الله ، وهو دعوة الملك .
قلت : وهذا ظاهر البطلان إذ تقدير تسليم كونه رسولا عاما أو خاصا ، فتقدم ما يتوقف صحة الإرسال من البراءة عليه مما يجب المبادرة إليه ، لئلا يدور طعن الطاعن حواليه ، ومما يدل على صحة ما قررناه ، وعلى حقيقة ما حررناه ، ما أخرجه ابن جرير ، وابن مردويه ، عن أبي هريرةمرفوعا : ( رحم الله يوسف عليه السلام إن كان لذا أناة حليما ، لو كنت أنا المحبوس ثم أرسل إلي لخرجت سريعا ) . وفي رواية أحمد في ( الزهد ) ، وابن المنذر عن الحسن مرسلا : ( رحم الله أخي يوسف لو أنا أتاني الرسول بعد طول الحبس لأسرعت الإجابة حين قال : ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة كذا في ( الجامع الصغير ) . متفق عليه .
وعنه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " إن موسى كان رجلا حييا ستيرا ، لا يرى من جلده شيء استحياء ، فآذاه من آذاه من بني إسرائيل ، فقالوا : ما تستر هذا التستر إلا من عيب بجلده : إما برص أو أدرة ، وإن الله أراد أن يبرئه ، فخلا يوما وحده يغتسل ، فوضع ثوبه على حجر ، ففر الحجر بثوبه فجمح موسى في إثره يقول : ثوبي يا حجر ! ثوبي يا حجر ! حتى انتهى إلى ملأ من بني إسرائيل ، فرأوه عريانا أحسن ما خلق الله وقالوا : والله ما بموسى من بأس ، وأخذ ثوبه ، وطفق بالحجر ضربا ، فوالله إن بالحجر لندبا من أثر ضربه " ثلاثا أو أربعا أو خمسا " . متفق عليه .
الحاشية رقم: 1
5706 - ( وعنه ) أي : عن أبي هريرة ( قال رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم : " إن موسى كان رجلا حييا " ) : بكسر التحتية الأولى وبتشديد الثانية على أنه فعيل أي مستحييا ( ستيرا ) ، بفتح السين وتخفيف الفوقية المكسورة . قال شارح أي : مستورا ، والظاهر أنه مبالغة ساتر ، ويدل عليه ما في نسخة من كسر السين والفوقية المشددة ، وكأن الشارح جعل قوله : " لا يرى من جلده شيء " : صفة كاشفة ، وليس بظاهر ، بل هو استئناف بيان لما يلزم من كونه كثير التستر ، وحاصله أنه كان من شأنه أن يستر جميع بدنه عند اغتساله ( استحياء ) ، أي من الناس (فآذاه ، من آذاه ) : بالمد فيهما أي : من أراد إيذاءه ( من بني إسرائيل ، فقالوا ) : جمع باعتبار معنى من كما أفرد أولا بناء على لفظه ، ونحوه كثير في التنزيل أي فقال بعض المؤذين : ( ما تستر ) أي : موسى ( هذا التستر ) أي : البليغ ( إلا من عيب بجلده : إما برص أو أدرة ) ، بضم همزة وسكون دال مهملة نفخة بالخصية على ما في النهاية ( وإن الله أراد أن يبرئه ) ، بتشديد الراء أي ينزهه عن نسبة ذلك العيب ، ويثبت له الحياء من عالم الغيب ، وقد أشار إليه سبحانه بقوله : ياأيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها ثم اعلم أن قوله : وإن الله هو هكذا في النسخ المصححة بالواو ، وقال الطيبي - رحمه الله : الفاء في قوله : فإن الله للتعقيب ، وأصل الكلام فقالوا : كيت وكيت ، فأراد الله أن يبرئه ، وأتى بأن المؤكدة تأكيد اعتناء بشأنه ، ( فخلا يوما وحده ) أي : انفرد عن الناس وقتا ما حال كونه منفردا ( ليغتسل فوضع ثوبه على حجر ) أي : بجنب الماء ( ففر الحجر بثوبه ) ، الباء للتعدية أي : فأخذه فارا عن موسى ، ( فجمح موسى ) : بجيم وميم وحاء
مفتوحات . أي : ذهب وأسرع إسراعا لا يرده شيء ، ومنه قوله تعالى : وهم يجمحون ( في أثره ) : بفتحتين وقد يكسر الهمز وتسكن المثلثة أي : في عقب الحجر ( يقول ) أي : بلسان المقال أو ببيان الحال ( ثوبي ) أي : أعطني ثوبي ( يا حجر ثوبي ) أي : مطلوبي ثوبي ( يا حجر والتكرار للتكثير ( حتى انتهى إلى ملأ من بني إسرائيل : والظاهر أن فيهم المؤذين ( فرأوه عريانا أحسن ما خلق الله ) : قال الطيبي -رحمه الله : عريانا حال . وكذا قوله : " أحسن " لأن الرؤية بمعنى النظر . ( وقالوا : والله ما بموسى من بأس ) ، أي ليس به عيب ما . ( وأخذ ثوبه وطفق ) أي : شرع ( بالحجر ضربا أي : بضربه ضربا ، فالجار متعلق بالفعل المقدر . كما في قوله سبحانه : فطفق مسحا بالسوق والأعناق( فوالله إن في الحجر لندبا من أثر ضربه ) : الندب بفتح النون والدال أي : أثرا وعلامة باقية من أثر ضربه ، وأصل الندب أثر الجرح ، إذا لم يرتفع عن الجلد ، فشبه به أثر الضرب بالحجر وقوله : ( ثلاثا أو أربعا أو خمسا ) . متعلق بالضرب أو الندب والشك من الراوي .
قال الطيبي - رحمه الله - قوله : ثلاثا أي ندبات . ثلاثا بيانا وتفسيرا لاسم إن ، وضربه هذا من أثر غضبه على الحجر لأجل فراره ، وقلة أدبه ، ولعله ذهل عن كونه مأمورا ، وكان ذلك في الكتاب مسطورا ، وفيه مأخذ العلماء الأنام على أن ضرر الخاص يتحمل لنفع العام ، والله تعالى أعلم بالمرام ، ثم قيل : إن موسى أمر بحمل الحجر معه إلى أن كان في التيه فضربه بعصاه مرة أو مرات ، فانبجست منه اثنتا عشرة عينا .
قال النووي - رحمه الله : فيه معجزتان ظاهرتان لموسى عليه الصلاة والسلام . إحداهما مشي الحجر بثوبه ، والثانية حصول الندب في الحجر بضربه ، وفيه حصول التمييز في الجماد ، وفيه جواز الغسل عريانا في الخلوة ، وإن كان ستر العورة أفضل ، وبهذا قال الشافعي ومالك وأحمدرحمهم الله ، وخالفهم ابن أبي ليلى وقال : إن للماء ساكنا . قلت : إمامنا الأعظم - رحمه الله - مع الجمهور ، وظاهر مخالفة ابن أبي ليلى في دخول الماء . قال : وفيه ابتلاء الأنبياء والصالحين من أذى السفهاء والجهالة وصبرهم عليه ، وفيه أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام منزهون عن النقائص في الخلق ، والخلق سالمون من العاهات والمعايب ، اللهم إلا على سبيل الابتلاء . ( متفق عليه ) .
وعنه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " بينا أيوب يغتسل عريانا ، فخر عليه جراد من ذهب ، فجعل أيوب يحثي في ثوبه ، فناداه ربه : يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى ؟ قال : بلى وعزتك ، ولكن لا غنى عن بركتك . رواه البخاري .
الحاشية رقم: 1
5707 - ( وعنه ) أي : عن أبي هريرة ( قال : قال رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم : " بينا أيوب يغتسل عريانا ) ، يحتمل{دليل ظني } أن يكون لابسا للإزار كما يدل عليه قوله الآتي : يحثي في ثوبه ، ويحتمل أن يكون متجردا عن الثياب كلها على طبق ما سبق لموسى عليهما الصلاة والسلام ، وكان جائزا عندهما ، لكنه - صلى الله تعالى عليه وسلم - أشار إلى أن التستر أولى حياء من المولى ، بناء على أنه - صلى الله تعالى عليه وسلم - بعث ليتم مكارم الأخلاق ، ( فخر ) : بالخاء المعجمة والراء المشددة ، أي : فسقط ونزل ( عليه ) أي : فوقه " أطرافه " ( جراد ) أي : جنس جراد ( من ذهب ، فجعل أيوب يحثي ) أي : يضعه ( في ثوبه ) : كذا في النهاية ، والأظهر أنه يأخذ بكفه أو كفيه ، ويضع في ثوبه المتصل به وهو الإزار اللابس له قبل الغسل أو بعده ، أو المنفصل الذي ما لبسه بعد ، وفي المصابيح : يحثي في ثوبه . قال شارح له أي يجمعه في ذيله ويضم طرف الذيل إلى نفسه ، ( فناداه ربه ) أي : نداء تلطف ( يا أيوب ألم أكن أغنيتك ) أي : جعلتك ذا غنى ( عما ترى ؟ قال : بلى وعزتك ) ، قال الطيبي - رحمه الله : هذا ليس بعتاب منه تعالى إن الإنسان وإن كان مثريا لا يشبع بثراه ، بل يريد المزيد عليه ، بل من قبيل التلطف والامتحان بأنه هل يشكر على ما أنعم عليه ، فيزيد في الشكر ، وإليه الإشارة بقوله : ( ولكن لا غنى ) : بكسر ففتح مقصورا أي لا استغناء ( بي عن بركتك ) . أي عن كثرة نعمتك ، وزيادة رحمتك . وفي رواية : من يشبع من رحمتك أو من فضلك ، وفيه جواز الحرص على الاستكثار من الحلال في حق من وثق من نفسه الشكر عليه ، ويصرفه فيما يحب ربه ويرضاه ، ويتوجه الأمر إليه ، وفي تسمية المال من جهة الحلال بركة في المال وحسن الحلال . قال الطيبي - رحمه الله : ونحوه قوله - صلى الله تعالى عليه وسلم - لعمر رضي الله تعالى عنه جوابا عن قوله : أعطه أفقر إليه مني : " ما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه ، وما لا فلا تتبعه نفسك " . ( رواه البخاري ) .
اختر كتاباً للتفسير للحديث التالي
- التفسير الكبير المسمى البحر المحيط
- أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن
- فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية
5708 - وعنه ، قال : استب رجل من المسلمين ورجل من اليهود . فقال المسلم : والذي اصطفى محمدا على العالمين . فقال اليهودي : والذي اصطفى موسى على العالمين . فرفع المسلم يده عند ذلك فلطم وجه اليهودي ، فذهب اليهودي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره بما كان من أمره وأمر المسلم ، فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - المسلم فسأله عن ذلك ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم : " لا تخيروني علىموسى ، فإن الناس يصعقون يوم القيامة ، فأصعق معهم فأكون أول من يفيق فإذا موسى باطش بجانب العرش ، فلا أدرى كان فيمن صعق فأفاق قبلي ، أو كان فيمن استثنى الله ؟ " .
وفي رواية : " فلا أدري أحوسب بصعقة يوم الطور ، أو بعث قبلي ؟ ولا أقول أن أحدا أفضل من يونس بن متى
الحاشية رقم: 1
5708 - ( وعنه ) أي : عن أبي هريرة ( قال : استب رجل من المسلمين ورجل من اليهود ) ، بتشديد الموحدة افتعال من السب وهو الشتم ،والمعنى سب كل واحد منهما الآخر ، ( قال المسلم : والذي اصطفى محمدا على العالمين ) أي : جميعهم من خلف الأولين والآخرين ، والمحلوف عليه مقدر ( فقال اليهودي : والذي اصطفى موسى على العالمين ) أي : عالمي زمانه ، لكن لما كان ظاهر كلامه المعارضة ، وحاصل مرامهالمشاركة في الاصطفاء على الخلق من بين الأنبياء ، وخلاف ما عليه العلماء ، ولذا أنكر عليه ، ( فرفع المسلم يده عند ذلك ) أي : القول الموهم لخلاف الأدب ( فلطم وجه اليهودي ) ، أي ضربه بكفه كفا له وتأديبا ( فذهب اليهودي إلى النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - فأخبره بما كان من أمره وأمر المسلم ، فدعا النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم ) أي : المدعى عليه ( فسأله عن ذلك ) . أي الأمر ( فأخبره ) ، أي بمطابقة الخبر ( فقال النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم : " لا تخيروني " ) : بضم التاء وتشديد الياء من التخيير بمعنى الاصطفاء ، والمعنى لا تجعلوني خيرا بمعنى لا تفضلوني ( على موسى ) أي : ونحوه من أصحاب النبوة تفضيلا يؤدي إلى إيهام المنقصة ، أو إلى تسبب الخصومة ، فإن أمر التفضيل ليس بقطعي على وجه التفضيل ، ( فإن الناس ) أي : جميعهم ( يصعقون ) : بفتح العين ( يوم القيامة ) أي : عند النفخة الأولى ( فأصعق معهم ) : من صعق الرجل إذا أصابه فزع فأغمي عليه ، وربما مات منه ، ثم يستعمل في الموت كثيرا ، لكن هذه الصعقة صعقة فزع قبل البعث لذكر الإفاقة بعده بقوله : ( فأكون أول من يفيق ) ، فإن الإفاقة إنما تستعمل في الغشي والبعث في الموت ( فإذا موسى باطش ) : قال شارح أي : قوي ، والظاهر أن معناه آخذ ( بجانب العرش ، فلا أدري كان ) أي : أكان ( فيمن صعق فأفاق قبلي ) ، أي لفضيلة اختص بها ( أو كان فيمن استثنى الله ) أي : في قوله تعالى : ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله والمعنى أو كان فيمن لم يصعق فله منقبة أيضا من هذه الجهة . قال العسقلاني : يعني فإن أفاق قبلي فهي فضيلة ظاهرة ، وإن كان ممن استثناه الله تعالى فلم يصعق ، فهي أيضا فضيلة ، وإنما في النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - عن التفضيل بين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من يقول ذلك من رأيه ، لا من يقوله بدليل ، أو من يقول بحيث يؤدي إلى تنقيص المفضول ، أو يجر إلى الخصومة ، أو المراد لا تفضلوني بجميع أنواع الفضائل بحيث لا يبقى للمفضول فضيلة ، أو أراد النهي عن التفضيل في نفس النبوة ، فإنهم متساوون فيها ، وإنما التفاضل بخصائص وفضائل أخرى .
قال تعالى : تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض و لقد فضلنا بعض النبيين على بعض ( وفي رواية : فلا أدري أحوسب ) أي : أجوزي ( بصعقة يوم الطور ) ، بإضافة المصدر إلى الظرف ، وفي نسخة بالضمائر أي : بصعقة نفسه في ذلك اليوم حيث قال تعالى : فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا ففي القاموس : صعق كسمع صعقا ويحرك ، وصعقة وتصاعقا ، فهو صعق ك " كنف " غشي عليه . ( أو بعث قبلي ) ؟ أي أفاق قبل إفاقتي بعدما شاركني في صعقتي ، فالبعث مجاز عن الإفاقة توفيقا بين الروايتين ( ولا أقول : إن أحدا ) أي : لا أنا ولا غيري من الأنبياء ( أفضل من يونس بن متى ) . بفتح الميم وتشديد المثناة الفوقية المقصورة قيل : هي اسم أم يونس على ما في ( جامع الأصول ) ثم قيل : إن أحدا استعمل في الإثبات لأن المعنى لا أفضل أحدا على يونس .
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " إنما سمي الخضر لأنه جلس على فروة بيضاء فإذا هي تهتز من خلفه خضراء . رواه البخاري .
الحاشية رقم: 1
5712 - ( وعن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال : " إنما سمي الخضر ) أي : خضرا ، وفي نسخة بنصبه أي إنما سمي الرجل المشهور الخضر ( لأنه جلس على فروة بيضاء ) ، في النهاية : الفروة الأرض اليابسة . وقيل : الهشيم اليابس من النبات . قلت : ومعناهما واحد ، ومؤداهما متحد ، واختار شارح القول الثاني فقال : المراد بالفروة الهشيم اليابس شبهه بالفرو ، وقيل : الأرض اليابسة ، وقيل : جلدة وجه الأرض ، وقيل : قطعة نبات مجتمعة يابسة . قلت : هذا هو الأظهر . وقال الطيبي - رحمه الله : ولعل الثاني من قولي صاحب النهاية أنسب لأن قوله : ( فإذا هي تهتز من خلفه خضرا ) ؟ إما تمييز أو حال ، فكأنه نظر الخضر عليه الصلاة والسلام إلى مجلسه ذاك ، فإذا هي تتحرك من جهة الخضرة والنضارة انتهى . ولعله قال : من خلفه مع أن النمو والاهتزاز بما كان في موضع الجلوس من تحته للإشعار بأن الخضرة زادت عن المجلس إلى انتهاء الفروة البيضاء ، ثم قال شارح : قوله " خضرا " بفتح فكسر مع التنوين أي نباتا أخضر ناعما . وروي على زنة صفراء . قلت : وهو كذلك في " أكثر النسخ المضبوطة المعتمدة ، لكن لا يخفى أن النسخة الأولى لمناسبة وجه التسمية أولى للجمع بين المبنى والمعنى . ( رواه البخاري ) . وأسنده السيوطي بهذا اللفظ بعينه في ( الجامع الصغير ) إلى أحمد ، والشيخين ، والترمذي ، عن أبي هريرة ،والطبراني عن ابن عباس ، والله تعالى أعلم .
وعنه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " جاء ملك الموت إلى موسى ابن عمران ، فقال له : أجب ربك " . قال : " فلطمموسى عين ملك الموت ففقأها " . قال : " فرجع الملك إلى الله ، فقال : إنك أرسلتني إلى عبد لك لا يريد الموت ، وقد فقأ عيني " قال : " فرد اللهإليه عينه ، وقال : ارجع إلى عبدي فقل : الحياة تريد ؟ فإن كنت تريد الحياة فضع يدك على متن ثور ، فما توارت يدك من شعره فإنك تعيش بها سنة ، قال : ثم مه ؟ ، قال : ثم تموت . قال : فالآن من قريب ، رب أدنني من الأرض المقدسة رمية بحجر " . قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " والله لو أني عنده لأريتكم قبره إلى جنب الطريق عند الكثيب الأحمر " . متفق عليه .
الحاشية رقم: 1
5713 - ( وعنه ) أي : عن أبي هريرة ( قال : قال رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم : ( " جاء ملك الموت " ) أي : في صورة بشر ( إلى موسى بن عمران فقال له ) أي : لموسى عليه الصلاة والسلام ( أجب ربك ) أي : بقبول الموت ، والمعنى إني جئتك لأقبض روحك ( قال ) أي : النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - ( فلطم موسى عين ملك الموت ) أي : ضربها بباطن كفه ( ففقأها ) . بفاء فقاف فهمزة مفتوحات أي : فشقها وقلعها وأعماها . قيل : الملائكة يتصورون بصورة الإنسان ، وتلك الصورة بالنسبة إليهم كالملابس بالنسبة إلى الإنسان ، واللطمة إنما أثرت في العين الصورية لا في العين الملكية ، فإنها غير متأثرة باللطمة وغيرها .
قال شارح : وإنما لطمها موسى لإقدامه على قبض روحه قبل التخيير ، والأنبياء كانوا مخيرين عند الله آخر الأمر بين الحياة والوفاة ، وسيأتي زيادة تحقيق لذلك . ( قال : " فرجع الملك إلى الله ، فقال : إنك أرسلتني إلى عبد لك لا يريد الموت ، فقد فقأ عيني " . قال : " فرد الله إليه عينه ، وقال : ارجع إلى عبدي ) : قال الطيبي - رحمه الله - فإن قلت أي فرق بين قول الملك عبد لك على التنكير ، وبين قول الله عبدي ؟ قلت : دل قول الملك على نوع طعن فيه حيث نكره ، وبينه بقوله : لا يريد الموت ، وقوله سبحانه : دل على تفخيم شأنه وتعظيم مكانه حيث أضافه إلى نفسه ردا عليه . ( فقال : الحياة ) : بالنصب على أنه مفعول قوله ( تريد ) ؟ على تقدير الاستفهام قبل الفعل ، أو المفعول ، ويمكن أن يقرأ : الحياء بهمزة ممدودة كما في قوله تعالى : قل آلذكرين حرم أم الأنثيين فالتقدير الحياة تريد أم الموت ؟ ثم فصله بقوله : ( فإن كنت تريد الحياة ) أي : الطويلة إذ المؤبدة غير متصورة في الدنيا لقوله تعالى : كل نفس ذائقة الموت ( فضع يدك ) أي : واحدة أو اثنتين ( على متن ثور ) أي : على ظهر بقرة ( فما توارت ) : وفي نسخة : فما وارت ( يدك ) : بالرفع وفي نسخة بالنصب وقوله : ( من شعرة ) : بيان لها ، وفي نسخة : من شعره بالضمير أي : من شعر متن الثور ( فإنك تعيش بها ) أي : بكل شعرة متوارية ( سنة ) ، واعلم أنه يقال : واراه الشيء أي ستره ، وتوارى أي استتر ، ومنه قوله تعالى : يتوارى من القوم فقال شارح قوله : فما توارت غلط وقع من بعض الرواة في كتاب مسلم ، وفي كتاب البخاري ، فله بما غطت يده بكل شعرة سنة . وقال القاضي : فما توارت يدك ، هكذا مذكور في صحيح مسلم ، ولعل الظاهر فما وارت يدك بالرفع ، وأخطأ بعض الرواة ، ويدل عليه ما رواه البخاري في صحيحه : فله بما غطت يدك بكل شعرة سنة . ويحتمل أن يكون يدك منصوبا بنزع الخافض ، وفي توارت ضمير رفع فأنثه لكونه مفسرا بالشعرة . قال الطيبي قوله : من شعرة بيان " ما " والضمير فيه راجع إلى متن ثور ، وما وارت يده قطعة منه ، فأنثه باعتبار القطعة أي القطعة التي توارت بيدك أو تحت يدك انتهى . وقيل : التاء الأولى زائدة لأن معناه وارت أي غطت ، ذكره الأكمل .
( قال ) أي : موسى ( ثم مه ) ؟ بفتح الميم وسكون الهاء ، وأصله ما حذفت ألفه ، ووقف عليه بالهاء للتعذر بين الحركة والسكون . قال النووي: هي هاء السكت ، وما : استفهامية أي : ثم ماذا يكون أحياة أم موت ؟ ( قال : ثم تموت . قال : فالآن من قريب ) ، أي فأختار الموت في هذه الحالة ( رب أدنني ) : أمر من الإدناء أي قربني ( من الأرض المقدسة ) : ولعله أراد أفضل مواضعها وهو المسمى ببيت المقدس الذي كان فيه قبلة الأنبياء ، وإلا فالأرض
المراد أن يكون التقريب مقدار رمية واحدة بحجر ، ولذا قال ابن الملك أي : بمقدار ذلك . أقول : ولعله كان المقدسة تطلق على جميع أراضي الشام ( رمية بحجر ) . أي كرمية حجر ، والمراد السرعة ذكره شارح ، والظاهر أن في التيه ، فأراد التقريب إلى بيت الرب ، ولو بمقدار قليل من موضع دعائه ، أو من محل مطلوب . قال النووي - رحمه الله : وأما سؤاله الإدناء من الأرض المقدسة ، فلشرفها وفضيلة ما فيها من المدفونين من الأنبياء وغيرهم من الصالحين .
قالوا : وإنما سأل الإدناء ولم يسأل نفس بيت المقدس ، لأنه خاف أن يكون قبره مشهورا عندهم ، فيفتن به الناس .
قلت : وهذا بعيد جدا إذ لم يقع التفتن بقبر غيره من الأنبياء مع إمكان الفتنة في كل مكان ، بل فيه إشارة إلى أن المقبرة ينبغي أن تكون قرب القرية لا داخلها ، ولعل عمارة بيوت بيت المقدس كانت حينئذ قريبة إلى محل تربته عليه الصلاة والسلام ، وعلى كل ففيه استحباب الموت والدفن في المواضع الفاضلة ، والمواطن المباركة ، والقرب من مدافن أرباب الديانة .
( قال رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم : " والله لو أني عنده " ) أي : عند بيت المقدس ، وأبعد شارح حيث قال : لو أني عند موسى (لأريتكم قبره إلى جنب الطريق ) أي : طريق الجادة من بيت المقدس إلى حواليه ( عند الكثيب الأحمر ) . أي التل المستطيل المجتمع من الرمل . ( متفق عليه ) . قال المازري : وقد أنكر بعض الملاحدة هذا الحديث قالوا : كيف يجوز على موسى فقء عين ملك الموت ؟ وأحالوا عن هذا بأجوبة . أحدها : أنه لا يمتنع أن يكون موسى عليه الصلاة والسلام قد أذن الله له في هذه اللطمة ، وأن يكون ذلك امتحانا بالملطوم ، والله سبحانه يفعل في خلقه ما يشاء ، ويمتحنهم بما يريد . قلت : ولا يخفى أنه بعيد . والثاني : أن هذا على المجاز ، والمراد أن موسى ناظره وحاجه فغلبه بالحجة ، يقال : فقأ فلان عين فلان إذا غلبه بالحجة . قال : وفي هذا ضعف لقوله - صلى الله تعالى عليه وسلم - فرد الله إليه عينه ، فإن قيل : أراد رد حجته كان بعيدا . والثالث : أن موسى لم يعلم أنه ملك من عند الله ، وظن أنه رجل قصده يريد نفسه فدفعه عنها ، فأدت المدافعة إلى فقء عينه ، وما قصدها بالفقء ، وهذا جواب الإمام أبي بكر بن حزم وغيره من المتقدمين ، واختاره القاضي عياض . قالوا : وأتاه في المرة الثانية بعلامة علم بها أنه ملك الموت ، فاستسلم له بخلاف المرة الأولى . قال ابن الملك في ( شرح المشارق ) ، فإن قيل : كيف صدر من موسى هذا الفعل ؟ أجيب : بأنه متشابه يفوض علمه إلى الله تعالى ، وبأن موسى لم يعرف أنه ملك الموت ، وظن أنه رجل قصد نفسه فدفعه عنها فأدت مدافعته إلى فقء عينه ، وهذا مختار المازري والقاضي عياض ، وأنكر الشيخ الشارح يعني الأكمل بأن هذا غير صحيح ، لأن الرجل الداخل لم يقصده بالمحاربة حتى يدفعه عنه ، بل دعاه إلى الموت ، وبمجرد هذا القول لا يصدر عن مؤمن صالح مثل هذا الفعل فما ظنك بموسى عليه الصلاة والسلام ؟ وأقول : إن موسى عليه السلام كان في طبعه حدة ، حتى روي أنه عليه الصلاة والسلام إذا غضب استعلت قلنسوته فإذا هجم عليه رجل فدعاه إلى الهلاك عرف أنه لا يكون إلا بالحرب ، فدفعه قبل قصده ، وذا يحتمل أن يكون جائزا في شرعه ، أو لأن موسى عليه الصلاة والسلام زعم أنه كاذب حين ادعى قبض روحه لزعمه أن بشرا لا يقبض الروح ، فغضب عليه فلطمه ، وكان هذا الغضب لله ، وفي الله ، فلم يكن مذموما ، ولهذا لم يعاقب الله موسى عليه السلام حين أخذ رأس هارون ولحيته ، وكان يجره مع أن هارون أكبر منه سنا وأجل قدرا عند علماء الأمة ، وقد قال - صلى الله تعالى عليه وسلم : " حق كبير الأخوة عليهم كحق الوالد على ولده " . قلت : هذا وجه حسن إلا أن قوله لزعمه غير مستحسن .
قال : وما اختاره الشيخ الشارح في الجواب أن موسى عليه الصلاة والسلام يحتمل أن يكون مأذونا في حق اللطمة ، ويكون ذلك امتحانا للملطوم ، فلا يخفى بعده ، وفي شرح السنة : يجب على المسلم الإيمان به على ما جاء به من غير أن يعتبره بما جرى عليه عرف البشر ، فيقع في الارتياب ، لأنه أمر مصدره قدرة الله تعالى وحكمه ، وهو مجادلة جرت بين ملك كريم ونبي كليم ، كل واحد منهما مخصوص بصفة يخرج بها عن حكم عوام البشر ومجاري عاداتهم في المعنى الذي خص به ، فلا يعتبر حالهما بحال غيرهما ، وقد اصطفى الله - تعالى موسىبالمعجزات الباهرة والآيات الظاهرة ، فلما دنت وفاته وهو بشر يكره الموت طبعا لطف الله تعالى به بأن لم يفاتحه بغتة ، ولم يأمر الملك الموكل به بأن يأخذه قهرا ، بل أرسله على سبيل الامتحان في صورة بشر ، فلما رآه موسى عليه الصلاة السلام استنكر شأنه ، واستوعر مكانه احتجز منه دفعا عن نفسه بما كان من صكه إياه ، فأتى ذلك على عينه التي ركبت في الصورة البشرية ، وقد كان في طبع موسى عليه السلام حدة على ما قص الله علينا من أمره في كتابه ؟ من وكزه القبطي ، وإلقائه الألواح ، وأخذه برأس أخيه يجره إليه ، هذا وقد جرت سنة الدين بدفع كل قاصد سوء ، وقد ذكر الخطابي هذا المعنى في كتابه ردا على من طعن في هذا الحديث ، وأمثاله من أهل البدع الملحدين أبادهم الله تعالى .
=======================
𝝕 كيف يقول الله تعالي إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وفي آية أخري يقول تعالي( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا /سورة الجن)، ،)
إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ..... وفي آية أخري يقول تعالي (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا /سورة الجن)
2.بل كيف يقول سبحانه (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء..
وهو الذي قال جل شأنه (...لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا)
3.وعلينا لتحديد قصد الباري جل وعلا من الآية أولا بأن نستعرض تواريخ نزول هذه الآيات مجمعةً
..........................................
2.(وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (115) إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (116) إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا (117) لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (118) وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آَذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا (119) يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (120) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا (121)/سورة النساء)
سورة الممتحنة/سورة النساء/سورة الزلزلة
قال تعالي(فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ {22} أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ {23} أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا {24}/سورة محمد
وسورة النساء نزلت بعد نزول سورة الممتحنة وقبل سورة الزلزلة
سورة الممتحنة/سورة النساء/سورة الزلزلة
سورة البقرة/سورة الأنفال/سورة آل عمران/سورة الأحزاب/سورة الممتحنة/سورة النساء/سورة الزلزلة/سورة الحديد/و سورة محمد / التي قال الله تعالي فيها { طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ {21} فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22)أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ {23} أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا {24}/سورة محمد
قال تعالي(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ {33} إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ {34}/سورة محمد
والله تعالي يقول في النفس وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (53)/سورة يوسف وقوله تعالي( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41) /سورة النازعات)
وقوله تعالي (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109)/سورة البقرة )
وقوله تعالي (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آَدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآَخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30) فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31)/سورة المائدة)
وقوله تعالي ( لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ (70)/سورة المائدة)
وقوله تعالي( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) /سورة المائد )
وقوله تعالي(قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آَمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ (32) قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ (33) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34) /سورة يوسف)
وفي قوله تعالي (فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (64) ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ (65)/سورة الأنبياء)
وقوله تعالي(لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ (102) لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (103)/سورة الأنبياء)
فالنفس تشتهي وما تشتهيه إما معصية لله أو طاعة له واتباع العبد لنفسه في معصية الله طاعة لنفسه هو إشراك بالله في الطاعة
وفي قوله تعالي يصف طاعة النفس التي تؤدي إلي الخسران لكونها إشراك بالله في الطاعة
يقول تعالي(وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا (21)/سورة الفرقان)
وقوله تعالي (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (14)/سورة النمل)
فالنفس الراضية بمخالفة طاعة الله لصحبها قد أشرك صاحبها بالله في طاعته وانضوي تحت مدلول (يُشرك به)
وقوله تعالي( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (6)/سورة الأحزاب)
وقوله تعالي(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16)/سورة ق
وقوله تعالي(فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (16) سورة التغابن)
| وفي الهوي
قال الله تعالي: ( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (23) وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (24)/سورة الجاثية
قال الله تعالي: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173) وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (174) وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177) مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (178)/سورة الأعراف
قال الله تعالي: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28)/سورة الكهف
قال الله تعالي: (إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15) فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى (16)/سزرة طه
قال الله تعالي: (وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا (41) إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آَلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا (42) أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43)/سورة الفرقان
قال الله تعالي: (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50)/سورة القصص
/
وفي طاعة الشيطان
قال الله تعالي: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (41) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43) يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا (44)/سورة مريم
/ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (116) إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا (117) لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (118) وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آَذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا (119)/سورة النساء
/ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (19) إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (20) كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (21)/سورة المجادلة
/ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21)/سورة النور
/يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (169)/سورة البقرة
/الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (268)/سورة البقرة
/وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا (38)/سورة النساء
/وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83)/سورة النساء
/وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (142)/سورة الأنعام
/وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27)/الإسراء
/قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا (63) وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (64)/الإسراء
/وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى (116) فَقُلْنَا يَا آَدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117) إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى (119) فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى (120) فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى (122) قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125)/سورة طه
/ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا (29) /سورة الفرقان
/ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (21)سورة لقمان
/وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (59) أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (63) اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (64) الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (65) وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ (66)/سورة يس
/ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36)/سورة فصلت
/ وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (62)/سورة الزخرف
/ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24) إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ (25)/سورة محمد
/ لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (14) كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيبًا ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (15) كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16)/سورة الحشر
ب/والمقوم الثاني مقوم الدلالة : وهو الذي يحمل أصل معناه
فـ أحمد في فصله الدراسي الثاني مثلا هو أحمد بن علي وهو في نفس الفصل غير أحمد بن عبد الله
لكنهما في الدلالة : كلاهما طالبان من نوع واحد كإنسان من فصيل واحد كــــ ذكرين
وفي قوله تعالي:
*وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ {25}/الرعد
وبهذه الآية فقط* إن أردنا الاكتفاء بالاستدلال* تساوي عبارة لا يغفر أن يشرك به مع الناقضين لعهد الله بعد ميثاقه أو قطع ما أمر الله به أن يوصل أو الإفساد في الأرض
/ سورة الرعد
ثم سورة الرحمن
ثم سورة الإنسان
ثم سورة الطلاق
ثم سورة البينة
ثم سورة الحشر
ثم سورة النور وفيها
* وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ {6} وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ وَيَدْرَأُ {7} عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ {8} وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ
والتوبة تخلع المذنب من:
1/ براثن الشرك الدلالي (كدلالة)
/ كما تخلع الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ
/ والذين يَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ
/ وَأيضا الذين يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ ..
واللعن هو مرادف الشرك في دلالتيهما + وتحريم المغفرة علي صاحبه في عقوبتيهما
فتعاطي عبارة: أن يشرك به حسب ماهيتها هي المقصودة في مراد الله وقصده
*ثم قلت المدون :(إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ {23}/سورة النور
*
--------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق