الجنة والنار عياذا بالله الواحد

حمل المصحف
9 مصاحف روابط 9 مصاحف
/ /////

الثلاثاء، 24 مايو 2016

1**وصف الجنة للدكتور عم سليمان الأشقر من 1 الي 279 (كل الكتاب)

--------








صفحة رقم 10



صفحة رقم 12






























































---------------
الجزء الثاني بتصنيف المدونة


--من76 الي 150--













































































































































-----------
من 151 الي 200
           ----------------------------------------------------------------------------------------



























































































---------------
من 200الي 279
من 201 الي279 
---------------------
يمكنك تحريك بار الضبط في أسفل صفحة المدونة لتوسيط الصفحة





























































































































































































كتب عن الجنة والنار::: pdf

كتب عن الجنة والنار::: pdf مميزة ::: 


كتب عن الجنة والنار
كتيبات » المواعظ والرقائق موقع الكتيبات الاسلامية


الاعتبار في ذكر الجنة والنار
http://www.ktibat.com/showsubject-link-603.html



موجز الأخبار عن الجنة والنار
http://www.ktibat.com/showsubject-link-1066.html



ألا إن سلعة الله غالية ... الجنة
http://www.ktibat.com/showsubject-link-1303.html



الجنة دار المتقين
http://www.ktibat.com/showsubject-link-852.html


الجنة سلعة الله الغالية فأين المشترون ؟
http://www.ktibat.com/showsubject-link-843.html


منازل السرور ودار الحبور الجنة
http://www.ktibat.com/showsubject-link-457.html


مع الحور
http://www.ktibat.com/showsubject-link-809.html


تلك الجنة
http://www.ktibat.com/showsubject-link-49.html



صفة النار من الكتاب والسنة
http://www.ktibat.com/showsubject-link-1212.html



تذكر عذاب النار
http://www.ktibat.com/showsubject-link-725.html


منازل الأحزان وعبرة اليقظان النار
http://www.ktibat.com/showsubject-link-456.html

هلم عن النار
http://www.ktibat.com/showsubject-link-325.html


هذه النار
http://www.ktibat.com/showsubject-link-170.html


روابط في وصف الجنة جعلنا الله من أصحابها آمين

  1. اليوم الآخر 3 الجنة والنار - المكتبة الوقفية للكتب المصورة PDF
  2. الجنة والنار by عمر سليمان عبد الله الأشقر — Reviews,
  3. وصف الجنة والنار من صحيح السنة والأخبار - عربي - وحيد بن
  4. سلسلة العقيدة في ضوء الكتاب والسنة : الجنة والنار - عربي
  5. كتاب وصف النار | موقع البطاقة الدعوي
  6. كتاب صفة الجنة والنار
  7. الكتب - المصنف - كتاب ذكر النار- الجزء رقم7 - إسلام ويب
  8. الجنة والنار | موقع قصة الإسلام - إشراف د/ راغب السرجاني
  9. تخريج احاديث كتاب اخبار اصبهان لأبي نعيم عن شيوخه غير
  10. كتاب وصف الجنة والنار - نسخة pdf - المنتدى الرسمي لفضيلة
  11. كتاب وصف الجنة والنار
  12. كتاب وصف الجنة والنار pdf
  13. وصف الجنة والنار نبيل العوضي mp3
  14. وصف الجنة والنار من صحيح السنة والأخبار
  15. وصف الجنة والنار للشيخ محمد حسان
  16. وصف الجنة والنار للشيخ اسماعيل حميدى
  17. وصف الجنة والنار حازم شومان
  18. وصف الجنة والنار للاطفال
  19. تحميل كتاب أحوال الميت من نفخة الصور إلى الإستقرار في
  20. [PDF]095- الجنة والنار - د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني
  21. وصف الجنة والنار من صحيح السنة والأخبار - مكتبة نون
  22. وصف النار وأسباب دخولها وما ينجي منها | Al Qoran Al Karim, la
  23. وصف الجنة والنار من صحيح الأخبار - البرمجيات والكتب
  24. المصنف لابن أبي شيبة - الجزء الأول - التقديم والدراسة
  25. وصف الجنه والنار - البوابة
  26. سليمان الأشقر، عمر • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
  27. مؤلفات الشيخ وحيد عبدالسلام بالى حفظه الله - منتدى فرسان
  28. وصف الجنة وصفة النار - سوق الاندرويد العربي
  29. وصف الجنة والنار - Nooon Books
  30. من كتابى "وصف النار "أعاذنا الله منها بمنه وكرمه - ملتقى أهل الحديث
  31. وصف الجنة والنار - YouTube
  32. ▶ 4:08
  33. قائمة سريعة بأسماء الكتب حسب المجموعات - الموسوعة الشاملة
  34. منازل الآخرة والمطالب الفاخرة | ذكر عدّة أخبار في وصف الجنّة ونعيمها
  35. مكتبة صيد الفوائد الاسلامية
  36. کتاب بحار الانوار 1 - Imam Ali
  37. كتب أهل السنة والجماعة - ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
  38. صفحة عرض كتب السنة - الحديث - موقع الإسلام - الصفحة
  39. بحوث ودراسات » دراسات علمية » مسألة فناء النار - الإسلام اليوم
  40. Nwf.com: صفة الجنة وصفة النار: أبو الفداء الحا: كتب
  41. الدرس العشرون: الجنّة والنّار
  42. في الجنة والنار وأحوال الميعاد
  43. [PDF]جماليات وصف الجنة والنار في الحديث النبوي الشريف - دراسة
  44. صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان ـ ج 16- بقية ك إخباره
  45. مسألة: في الجنة والنار والموت - الموقع الرسمي لسماحة الشيخ عبد
  46. [DOC]الرد على من قال بفناء الجنة والنار - Teachislam.com
  47. ليلى بين الجنة و النار PDF - خالد أبو شادي | غرفة القراءة
  48. الآثار الواردة عن أئمة السنة في أبواب الإعتقاد
  49. قراءة و تحميل كتاب حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح - كتب ابن
  50. الكتب » وصف النار وأسباب دخولها وما ينجي منها - القرآن الكريم
  51. الدرر السنية - الموسوعة العقدية - المبحث الثاني: الصلاة
  52. وصف النار وأسباب دخولها وما ينجي منها
  53. مكتبة ماما نوسة عجيبة للكتب الأسلامية - الصفحة 40 - شبكة
  54. وصف النار وأسباب دخولها وما ينجي منها
  55. وصف النار وأسباب دخولها وما ينجي منها - القرآن الكريم
  56. وصف النار وأسباب دخولها وما ينجي منها - القرآن الكريم للجميع
  57. وصف النار وأسباب دخولها وما ينجي منها - فيلادلفيا نيوز
  58. وصف النار وأسباب دخولها وما ينجي منها
  59. وصف الجنة والنار
  60. الدار الآخرة - الدروس | هدى الاسلام
  61. الكتب » وصف النار وأسباب دخولها وما ينجي منها - القرآن الكريم
  62. وصف النار وأسباب دخولها وما ينجي منها
  63. كتاب تيسير العزيز الحميد - ويكي مصدر
  64. الكتب » وصف النار وأسباب دخولها وما ينجي منها
  65. ما الذي تفهمه عن معنى قوله تعالى - هنا مدرسة محمد صلى الله عليه
  66. تفسير ابن كثر - سورة الذاريات
  67. [DOC]كتاب آداب تلاوة القرآن - ghazali.org
  68. كتاب : البدر المنير في علم التعبير للإمام الشهاب المقدسي
  69. 2 3 مصنف الكتب - الزّهد
  70. [PDF]كتاب : متن القصيدة النونية لابن القيم - Islamicbook
  71. الأسماء والصفات (الحلقة الخامسة عشرة)
  72. الدين الإسلامي - الديانات - التخصصات - obeikan
  73. تحذير من حديث وصف جهنم الماخود من كتاب تبيه الغاقلين | مدونة
  74. شباب اليوم محتارونِِ بين جمال الروح والشكل. 60 في المائة من
  75. Altafsir.com – Al-Mojmal - المجمل
  76. المبحث الخامس النبوة والإمامة والمعاد ملحقات المعاد
  77. المصنف بكرة

كتاب صفة النار وما فيها من العذاب الأليم أجارنا الله منها ومن عذابها

البداية والنهاية » الروابط موصولة لموقع اسلام ويب
كتاب الفتن والملاحم وأشراط الساعة والأمور العظام يوم القيامة »


كتاب صفة النار وما فيها من العذاب الأليم
  1. الآيات التي وردت في صفة النار
  2. - ذكر جهنم وشدة سوادها أجارنا الله منها
  3. ذكر بعد قعر جهنم واتساعها وضخامة أهلها
  4. - ذكر تعظيم خلقهم في النار
  5. ذكر أن البحر يسجر يوم القيامة ويكون من جملة جهنم
  6. -ذكر أبواب جهنم وصفة خزنها وزبانيتها
  7. ذكر سرادق النار وهو سورها المحيط بها وما فيها من المقامع والأغلال والسلاسل والأنكال
  8. -ذكر طعام أهل النار وشرابهم
  9. ذكر أماكن في النار وردت بأسمائها الأحاديث وبيان صحيح ذلك وسقيمه
  10. -سجن في جهنم يقال له بولس
  11. جب الحزن
  12. -جب الفلق
  13. ذكر وادي لملم
  14. -ذكر نهر فيها هو منها بمنزلة نهر القلوط من أنهار الدنيا
  15. ذكر واد أو بئر فيها يقال له هبهب
  16. -ذكر ويل وصعود
  17. ذكر حياتها وعقاربها
  18. - فصل في دركات جهنم
  19. ذكر بكاء أهل النار فيها-
  20. أحاديث شتى في صفة النار وأهلها
  21. أثر غريب وسياق عجيب في وصف جهنم
  22. أثر آخر من أغرب الآثار عن كعب الأحبار في جهنم
  23. ذكر الأحاديث الواردة في شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة وبيان أنواعها وتعدادها
  24. - شفاعة المؤمنين لأهاليهم
  25. فصل في أصحاب الأعراف
  26. ذكر آخر من يخرج من النار
  27. فصل في آخر من يدخل الجنة
  28. فصل في خلود الكافرين في النار



كتاب صفة النار - أجارنا الله منها - وما فيها من العذاب الأليم

قال الله تعالى : فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين [ البقرة : 24 ] . وقال تعالى : فما أصبرهم على النار [ البقرة : 175 ] وقال تعالى : إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به أولئك لهم عذاب أليم وما لهم من ناصرين [ آل عمران : 91 ] وقال تعالى ؟ إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب [ النساء : 56 ] . وقال تعالى : إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا وكان ذلك على الله يسيرا [ النساء : 168 ، 169 ] . وقال تعالى : إن الذين كفروا لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم ولهم عذاب أليم [ المائدة : 36 ، 37 ] . وقال تعالى : قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار [ الأعراف : 38 ] . وقال تعالى : [ ص: 116 ] قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون [ التوبة : 81 ] ، وقال تعالى : فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق [ هود : 106 ] . وقال تعالى : مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا [ الإسراء : 97 ] . وقال تعالى : فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رءوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد الآيات [ الحج : 19 - 21 ] . وقال تعالى : ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون الآيات [ المؤمنون : 103 ، 104 ] . وقال تعالى : وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا الآيات [ الفرقان : 11 ] ، وقال تعالى : وبرزت الجحيم للغاوين الآيات [ الشعراء : 91 ] . وقال تعالى : وأما الذين فسقوا فمأواهم النار الآية [ السجدة : 20 ] . يوم تقلب وجوههم في النار الآية [ الأحزاب : 66 ] وقال تعالى : والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها الآيات [ فاطر : 36 ] قال تعالى : هذه جهنم التي كنتم توعدون اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون الآيات [ يس : 63 ، 64 ] . وقال تعالى : احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم الآيات [ الصافات : 22 ، 23 ] . وقال تعالى : هذا وإن للطاغين لشر مآب جهنم يصلونها فبئس المهاد الآيات إلى قوله إن ذلك لحق تخاصم أهل النار [ ص : 55 - 64 ] . وقال تعالى : وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا إلى قوله : فبئس مثوى المتكبرين [ الزمر : 71 ، 72 ] . وقال : وحاق بآل فرعون سوء العذاب النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب [ الآيات إلى قوله تعالى : [ ص: 117 ] ولهم اللعنة ولهم سوء الدار [ غافر : 45 - 52 ] . وقال تعالى : إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون في الحميم ثم في النار يسجرون الآيات [ غافر : 71 ، 72 ] . وقال تعالى : فإن يصبروا فالنار مثوى لهم الآيات إلى قوله تعالى : ليكونا من الأسفلين [ فصلت : 24 - 29 ] . وقال تعالى : إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون [ الزخرف : 74 ] . وقال تعالى : خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم [ الدخان : 147 ] . وقال تعالى : كمن هو خالد في النار وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم [ محمد : 15 ] . وقال تعالى : يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد [ ق : 30 ] . وقال تعالى : يوم يدعون إلى نار جهنم دعا [ الطور : 13 ] ، وقال تعالى : مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير [ الحديد : 15 ] . وقال تعالى : يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد الآية [ التحريم : 6 ] وقال تعالى : يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير [ التحريم : 9 ] وقال تعالى : وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس المصير الآيات [ الملك : 6 ] . وقال تعالى : سأصليه سقر إلى قوله : وما هي إلا ذكرى للبشر [ المدثر : 26 - 31 ] ، وقال تعالى : إن جهنم كانت مرصادا الآيات إلى قوله : فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا [ النبأ : 21 - 30 ] . وقال تعالى : فأنذرتكم نارا تلظى الآيات [ الليل : 14 ] . وقال تعالى : والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشأمة عليهم نار مؤصدة [ البلد : 19 ، 20 ] . وقال تعالى : ويل لكل همزة لمزة الذي جمع مالا وعدده يحسب أن ماله أخلده كلا لينبذن في الحطمة وما أدراك ما الحطمة نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة [ ص: 118 ] إلى آخر السورة [ الهمزة : 1 - 7 ] .

وقال ابن المبارك ، عن خالد بن أبي عمران بسنده ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن النار تأكل أهلها ، حتى إذا اطلعت على أفئدتهم انتهت ، ثم يعود كما كان ، ثم تستقبله أيضا ، فتأكله حتى تطلع على فؤاده ، فهو كذلك أبدا ، فذلك قوله : نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة [ الهمزة : 6 ، 7 ] .

وقد تركنا إيراد آيات كثيرة خوف الإطالة ، وفيما ذكرنا إرشاد لما تركنا ، وبالله المستعان ، وستأتي الأحاديث الواردة في صفة جهنم - أجارنا الله منها آمين - مرتبة على ترتيب حسن ، وبالله التوفيق .

وقال ابن المبارك : أنبأنا معمر ، عن محمد بن المنكدر ، قال : لما خلقت النار فزعت الملائكة ، وطارت أفئدتها ، فلما خلق آدم سكن ذلك عنهم ، وذهب ما كانوا يجدون .

وقال ابن المبارك : أنبأنا محمد بن مطرف ، عن الثقة ، أن فتى من الأنصار دخلته خشية من النار ، فكان يبكي عند ذكر النار ، حتى حبسه ذلك في البيت ، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، فجاءه في البيت ، فلما دخل نبي الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 119 ] اعتنقه الفتى ، وخر ميتا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " جهزوا صاحبكم ، فإن الفرق من النار فلذ كبده " .

قال القرطبي : وروي أن عيسى عليه السلام مر بأربعة آلاف امرأة متغيرات الألوان ، وعليهن مدارع الشعر والصوف ، فقال عيسى : ما الذي غير ألوانكن معاشر النسوة ؟ قلن : ذكر النار غير ألواننا يا ابن مريم ، إن من دخل النار لا يذوق فيها بردا ولا شرابا . ذكره الخرائطي في كتاب " القبور " .

وروي أن سلمان الفارسي لما سمع قوله تعالى : وإن جهنم لموعدهم أجمعين [ الحجر : 43 ] . فر ثلاثة أيام هاربا من الخوف ، لا يعقل ، فجيء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، أنزلت هذه الآية وإن جهنم لموعدهم أجمعين فوالذي بعثك بالحق لقد قطعت قلبي . فأنزل الله تعالى : إن المتقين في جنات وعيون الآية [ الحجر : 45 ] . ذكره الثعلبي 



أول زمرة تلج الجنة صورهم على صورة القمر ليلة البدر

فصل : قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا معمر ، عن همام ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أول زمرة تلج الجنة صورهم على صورة القمر ليلة البدر ، لا يبصقون فيها ، ولا يمتخطون فيها ، ولا يتغوطون فيها ، آنيتهم وأمشاطهم الذهب والفضة ، ومجامرهم من الألوة ، ورشحهم المسك ، ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ ساقهما من وراء اللحم ; من الحسن ، لا اختلاف بينهم ولا تباغض ، قلوبهم على قلب واحد ، يسبحون الله بكرة وعشيا " .

وهكذا رواه مسلم ، عن محمد بن رافع ، عن عبد الرزاق ، وأخرجه البخاري عن محمد بن مقاتل ، عن ابن المبارك ، كلاهما عن معمر ، به .

[ ص: 111 ] وقال أبو يعلى : حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا جرير ، عن عمارة بن القعقاع ، عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر ، والذين يلونهم على صورة أشد كوكب دري في السماء إضاءة ، لا يبولون ، ولا يتغوطون ، ولا يتفلون ولا يمتخطون ، أمشاطهم الذهب ، ورشحهم المسك ، ومجامرهم الألوة ، وأزواجهم الحور العين ، أخلاقهم على خلق رجل واحد ، على صورة أبيهم آدم ، ستون ذراعا في السماء " .

ورواه مسلم عن أبي خيثمة ، واتفقا عليه ، من حديث جرير .

وروى الإمام أحمد ، والطبراني ، واللفظ له ، من حديث حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد بن جدعان ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة ، [ ص: 112 ] قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا ، بيضا جعادا مكحلين ، أبناء ثلاث وثلاثين ، وهم على خلق آدم ; ستون ذراعا في عرض سبعة أذرع " .

وقال الطبراني : حدثنا أحمد بن إسماعيل العدوي ، حدثنا عمرو بن مرزوق ، أنا عمران القطان ، عن قتادة ، عن شهر بن حوشب ، عن عبد الرحمن بن غنم ، عن معاذ بن جبل ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يدخل أهل الجنة الجنة جردا ، مردا ، مكحلين بني ثلاث وثلاثين " . ورواه الترمذي من حديث عمران بن داود القطان ، ثم قال : هذا حديث حسن غريب .

وقال أبو بكر بن أبي الدنيا : حدثنا القاسم بن هاشم ، حدثنا صفوان بن صالح ، حدثني رواد بن جراح العسقلاني ، حدثنا الأوزاعي ، عن هارون بن رئاب ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يدخل أهل الجنة الجنة على طول آدم ; ستين ذراعا بذراع الملك ، على حسن يوسف ، وعلى ميلاد عيسى ، ثلاث وثلاثين سنة ، وعلى لسان محمد ، جرد مرد مكحلون " .

وقد رواه أبو بكر بن أبي داود ، حدثنا محمود بن خالد وعباس بن الوليد ، [ ص: 113 ] قالا : حدثنا عمر ، عن الأوزاعي ، عن هارون بن رئاب ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يبعث أهل الجنة على صورة آدم ، في ميلاد ثلاث وثلاثين سنة ، جردا مردا مكحلين ، ثم يذهب بهم إلى شجرة في الجنة ، فيكسون منها ، لا تبلى ثيابهم ولا يفنى شبابهم " .

وقال أبو بكر بن أبي داود : حدثنا سليمان بن داود ، حدثنا ابن وهب ، أخبرنا عمرو بن الحارث ، أن دراجا أبا السمح حدثه ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد الخدري ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من مات من أهل الجنة من صغير أو كبير يردون بني ثلاث وثلاثين سنة في الجنة ، لا يزيدون عليها أبدا ، وكذلك أهل النار " .

ورواه الترمذي عن سويد بن نصر ، عن ابن المبارك ، عن رشدين بن سعد ، عن عمرو بن الحارث ، فذكره . والله أعلم .

وقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الوهاب بن عطاء الخفاف العجلي ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن شهر بن حوشب ، عن معاذ ، قال : [ ص: 114 ] قال نبي الله صلى الله عليه وسلم : " يبعث المؤمنون يوم القيامة جردا مردا مكحلين بني ثلاث وثلاثين . وهذا منقطع بين شهر ومعاذ انقطاعا لو كان ساقه لكانت أبعد من شهر ، وهو يفهم بعثهم من قبورهم كذلك ، وقد تقدم أن كل أحد يبعث على ما مات عليه ، ثم تغير حلاهم إلى الطول والعرض ، كل أحد بحسبه بعد ذلك عند دخول الجنة والنار ، على ما سيأتي إن شاء الله تعالى

كيفية الحشر

( كيفية الحشر )

قال الله تعالى : يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا [ مريم : 85 ، 86 ] . ورد في حديث سيأتي أنهم يؤتون بنجائب من الجنة يركبونها ، وأنهم يؤتون بها عند قيامهم من قبورهم . وفي صحته نظر ، إذ قد تقدم في الحديث أن الناس كلهم يحشرون مشاة حفاة عراة ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يحشر راكبا وحده ناقة حمراء ، وبلال ينادي بالأذان بين يديه ، فإذا قال : أشهد أن محمدا رسول الله . صدقه الأولون والآخرون .

فإذا كان هذا من خصائص رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنما يكون إتيانهم بالنجائب بعد جواز الصراط ، وهو الأشبه ، والله أعلم .

وقد روي في حديث الصور أن المتقين يضرب لهم حياض يردونها بعد مجاوزة الصراط ، وأنهم إذا وصلوا إلى باب الجنة ، يستشفعون بآدم ، ثم بنوح ، ثم بإبراهيم ، ثم بموسى ، ثم بعيسى ، ثم بمحمد ، صلى الله عليهم جميعا [ ص: 103 ] وسلم ، فيكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي يشفع لهم في دخول الجنة ، والله أعلم ، كما ثبت في " صحيح مسلم " من حديث أبي النضر هاشم بن القاسم ، ورواه أحمد عنه ، عن سليمان بن المغيرة ، عن ثابت ، عن أنس بن مالك ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : " آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح ، فيقول الخازن : من أنت ؟ فأقول : محمد . فيقول : بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك " .

وقال مسلم : حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء ، حدثنا معاوية بن هشام ، عن سفيان ، عن المختار بن فلفل ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنا أكثر الأنبياء تبعا يوم القيامة ، وأنا أول من يقرع باب الجنة " .

وفي " صحيح مسلم " : " يجمع الله تعالى الناس ، فيقوم المؤمنون ، حين تزلف لهم الجنة ، فيأتون آدم فيقولون : يا أبانا ، استفتح لنا الجنة . فيقول : وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم آدم ، لست بصاحب ذلك " . وذكر تمام الحديث كما تقدم " ، وهو شاهد قوي لما ذكر في حديث الصور من ذهاب الناس إلى الأنبياء مرة ثانية يستشفعون إلى الله بهم في دخولهم الجنة ، فتنحصر القسمة أيضا ويتعين لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما تعين للشفاعة الأولى العظمى في الفصل بين الخلائق ، كما تقدم .

[ ص: 104 ] وقال عبد الله بن الإمام أحمد : حدثنا سويد بن سعيد ، أنا علي بن مسهر ، عن عبد الرحمن بن إسحاق ، حدثنا النعمان بن سعد ، قال : كنا جلوسا عند علي ، فقرأ هذه الآية : يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا [ مريم : 85 ] . قال : لا والله ، ما على أرجلهم يحشرون ، ولا يحشر الوفد على أرجلهم ، ولكن بنوق لم ير الخلائق مثلها ، عليها رحائل من ذهب ، فيركبون عليها ، حتى يضربوا أبواب الجنة .

ورواه ابن جرير وابن أبي حاتم ، من حديث عبد الرحمن بن إسحاق ، وزاد : عليها رحائل من ذهب ، وأزمتها الزبرجد . والباقي مثله .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي ، حدثنا مسلمة بن جعفر البجلي ، سمعت أبا معاذ البصري ، قال : كان علي بن أبي طالب يوما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ علي هذه الآية : يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا . فقال : ما أظن الوفد إلا الركب يا رسول الله . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده ، إنهم إذا خرجوا من قبورهم يستقبلون - أو يؤتون - بنوق بيض لها أجنحة وعليها رحال الذهب ، شراك نعالهم نور يتلألأ ، كل خطوة منها مد البصر ، فينتهون إلى شجرة ينبع من أصلها عينان ، فيشربون من إحداهما ، فتغسل ما في بطونهم من دنس ، ويغتسلون من الأخرى ، فلا تشعث أبشارهم ولا أشعارهم بعدها أبدا ، وتجري عليهم نضرة النعيم ، فينتهون - أو قال : يأتون - باب الجنة ، فإذا حلقة من ياقوتة حمراء ، على [ ص: 105 ] صفائح الذهب ، فيضربون بالحلقة على الصفيحة ، فيسمع لها طنين يا علي ، لم يسمع الخلائق مثله ، فيبلغ كل حوراء أن زوجها قد أقبل ، فتبعث قيمها فيفتح له ، فإذا رآه خر له - قال مسلمة : أراه قال : ساجدا - فيقول : ارفع رأسك ، إنما أنا قيمك ، وكلت بأمرك . فيتبعه ويقفو أثره ، فتستخف الحوراء العجلة ، فتخرج من خيام الدر والياقوت ، حتى تعتنقه ، ثم تقول : أنت حبي وأنا حبك ، وأنا الخالدة التي لا أموت ، وأنا الناعمة التي لا أبأس ، وأنا الراضية التي لا أسخط ، وأنا المقيمة التي لا أظعن . فيدخل بيتا من أسه إلى سقفه مائة ألف ذراع ، بني على جندل اللؤلؤ والياقوت ، طرائق حمر وخضر وصفر ، ليس منها طريقة تشاكل صاحبتها ، وفي البيت سبعون سريرا ، على كل سرير سبعون حشية ، على كل حشية سبعون زوجة ، على كل زوجة سبعون حلة ، يرى مخ ساقها من وراء الحلل ، يقضي جماعهن في مقدار ليلة من لياليكم هذه ، الأنهار من تحتهم تطرد ، أنهار من ماء غير آسن - قال : صاف لا كدر فيه - وأنهار من لبن لم يتغير طعمه ، لم يخرج من ضروع الماشية ، وأنهار من خمر لذة للشاريين ، لم تعصرها الرجال بأقدامها ، وأنهار من عسل مصفى ، لم يخرج من بطون النحل ، فيستحلي الثمار ، فإن شاء أكل قائما ، وإن شاء قاعدا ، وإن شاء متكئا " . ثم تلا : " ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا [ الإنسان : 14 ] . فيشتهي الطعام ، فيأتيه طير أبيض - قال : وربما قال : أخضر - فترفع أجنحتها ، فيأكل من جنوبها أي الألوان شاء ، ثم تطير فتذهب ، فيدخل الملك ، فيقول : سلام عليكم ، تلكم الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون . ولو أن شعرة من شعر الحوراء وقعت إلى الأرض لأضاءت الأرض منها ، ولكانت الشمس معها سوادا [ ص: 106 ] في نور "

. وقد رويناه في " الجعديات " من كلام علي بن أبي طالب موقوفا عليه ، وهو أشبه بالصحة ، والله سبحانه أعلم ، فقال أبو القاسم البغوي : حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا زهير ، عن أبي إسحاق ، عن عاصم ، عن علي ، قال : ذكر النار فعظم أمرها ، ذكرا لا أحفظه . قال : وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين [ الزمر : 73 ] . حتى إذا انتهوا إلى باب من أبوابها وجدوا عنده شجرة يخرج من تحت ساقها عينان تجريان ، فعمدوا إلى إحداهما ، كأنما أمروا بها ، فشربوا منها ، فأذهبت ما في بطونهم من قذى أو أذى أو بأس ، ثم عمدوا إلى الأخرى ، فتطهروا منها ، فجرت عليهم نضرة النعيم ، ولم تغبر أشعارهم بعدها أبدا ، ولا تشعث رءوسهم ، كأنما دهنوا بالدهان ، ثم انتهوا إلى الجنة ، فقالوا : سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين ثم تلقاهم الولدان فيطيفون بهم ، كما يطيف ولدان أهل الدنيا بالحميم يقدم عليهم ، يقولون : أبشروا بما أعد الله لكم من الكرامة . ثم ينطلق غلام من أولئك الولدان إلى بعض أزواجه من الحور العين ، فيقول : جاء فلان . باسمه الذي كان يدعى به في الدنيا . قالت : أما رأيته ؟ قال : نعم أنا رأيته ، وهو بإثري . فيستخف إحداهن الفرح ، حتى تقوم على أسكفة بابها ، فإذا انتهى إلى منزله نظر إلى أساس بنيانه ، فإذا جندل اللؤلؤ فوقه صرح أحمر وأخضر وأصفر من كل لون ، ثم [ ص: 107 ] رفع رأسه ، فنظر إلى سقفه ، فإذا مثل البرق ، ولولا أن الله قدر أن لا يذهب بصره لألم أن يذهب ببصره ، ثم طأطأ رأسه ، فإذا أزواجه ، وأكواب موضوعة ، ونمارق مصفوفة ، وزرابي مبثوثة ، ثم اتكئوا ، فقالوا : الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله . ثم ينادي مناد : تحيون فلا تموتون أبدا ، وتقيمون فلا تظعنون أبدا ، وتصحون فلا تمرضون أبدا .

وهذا الأثر يقتضي أن تغيير الشكل من الحال الذي كان الناس عليه في الدنيا إلى طول ستين ذراعا ، وعرض سبعة أذرع ، كما هي صفة كل من دخل الجنة من صغير وكبير ، كما ورد به الحديث ، يكون عند هاتين العينين اللتين يغتسلون من إحداهما ، فتجري عليهم نضرة النعيم ويشربون من الأخرى فتغسل ما في بطونهم من الأذى ، فيتجدد لهم الطول والعرض ، وذهاب الأذى ، وجريان نضرة النعيم بعد الغسل والشرب . وهذا أنسب وأقرب مما جاء في الحديث المتقدم ، أن ذلك يكون في عرصات القيامة ، وهو ضعيف الإسناد ، وأبعد من هذا من زعم أن ذلك يكون عند الخروج من القبور ; لما يعارضه من الأدلة الدالة على خلاف ذلك ، والله أعلم .

وقال عبد الله بن المبارك : أخبرنا سليمان بن المغيرة ، عن حميد بن هلال قال : ذكر لنا أن الرجل إذا دخل الجنة صور صورة أهل الجنة ، وألبس لباسهم ، وحلي حليتهم ، وأري أزواجه وخدمه ، يأخذه سوار فرح ، لو كان ينبغي له أن يموت لمات من شدة سوار فرحه ، فيقال له : أرأيت سوار فرحك هذا ، فإنه قائم [ ص: 108 ] لك ، وباق أبدا .

وقال ابن المبارك : أخبرنا رشدين بن سعد ، عن زهرة بن معبد القرشي ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي قال : إن العبد أول ما يدخل الجنة يتلقاه سبعون ألف خادم ، كأنهم اللؤلؤ .

قال ابن المبارك : أخبرنا يحيى بن أيوب ، حدثني عبيد الله بن زحر ، عن محمد بن أيوب ، عن أبي عبد الرحمن المعافري ، قال : إنه ليصف للرجل من أهل الجنة سماطان ، لا يرى طرفاهما من غلمانه ، حتى إذا مر مشوا وراءه .

وروى أبو نعيم ، عن سلمة ، عن الضحاك بن مزاحم ، قال : إذا دخل المؤمن الجنة دخل أمامه ملك ، فيأخذ به في سككها ، فيقول له : انظر ، ما ترى ؟ قال : أرى أكثر قصور رأيتها من ذهب وفضة ، وأكثر أنيس . فيقول الملك : إن هذا أجمع لك . حتى إذا دفع لهم استقبلوه من كل باب ومن كل مكان : نحن لك . ثم يقول : امش . فيقول : ماذا ترى ؟ فيقول : أكثر عساكر رأيتها من خيام ، وأكثر أنيس . فيقول : إن هذا أجمع لك . فإذا دفع لهم استقبلوه : نحن لك .

[ ص: 109 ] وقال أحمد بن أبي الحواري ، عن أبي سليمان الداراني ، أنه قال في قوله تعالى : وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا [ الإنسان : 20 ] ، قال : الملك الكبير أن الملك يأتي إلى ولي الله بالتحفة من عند الله سبحانه ، فلا يصل إليه إلا بإذن بعد إذن ، يقول الملك لحاجبه : استأذن لي على ولي الله . فيعلم ذلك الحاجب حاجبا آخر ، وحاجبا بعد حاجب ، ومن دار إلى دار حتى ينتهي إلى ولي الله ، عز وجل ، بما أمر به ، ومن داره إلى دار السلام باب يدخل منه الولي على ربه ، متى شاء بلا إذن ، ورسول رب العزة لا يدخل عليه إلا بإذن .

وقال ابن أبي الدنيا : حدثنا خالد بن خداش ، حدثنا مهدي بن ميمون ، عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب ، عن بشير بن شغاف قال : كنا جلوسا إلى عبد الله بن سلام ، فقال : إن أكرم خليقة على الله أبو القاسم صلى الله عليه وسلم ، وإن الجنة في السماء ، وإن النار في الأرض ، فإذا كان يوم القيامة بعث الله الخليقة أمة أمة ، ونبيا نبيا ، ثم يوضع جسر على جهنم ، ثم ينادي مناد : أين أحمد وأمته ؟ فيقوم وتتبعه أمته ، برها وفاجرها ، فيأخذون على الجسر ، ويطمس الله تعالى أبصار أعدائه ، فيتهافتون فيها من شمال ويمين ، وينجو النبي صلى الله عليه وسلم والصالحون معه ، وتتلقاهم الملائكة ، ويبوئونهم منازلهم من الجنة ، على يمينك ، على يسارك ، حتى ينتهي إلى ربه ، فيلقى له كرسي على يمين الله عز وجل ، ثم ينادي المنادي : أين عيسى وأمته ؟ فذكر نحو ما تقدم إلى أن قال : فيلقى له كرسي من [ ص: 110 ] الجانب الآخر ، ثم يتبعهم الأنبياء والأمم ، حتى يكون آخرهم نوح ، عليه السلام . وهذا موقوف على ابن سلام ، رضي الله عنه .

وتقدم في حديث سلمان الفارسي الذي رواه ابن أبي الدنيا عن أبي نصر التمار ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت البناني ، عن أبي عثمان النهدي ، عن سلمان ، قال : يوضع الصراط يوم القيامة ، وله حد كحد الموسى ، فتقول الملائكة : ربنا ، من يطيق أن يجوز على هذا ؟ فيقول الله عز وجل : " من شئت من خلقي " . فيقولون : ربنا ما عبدناك حق عبادتك